كشف مستثمرون في قطاع الذهب والمجوهرات عن هبوط كبير في المبيعات خلال العامين الماضيين، في الوقت الذي توقف شراء الألماس «إلى حد الصفر»، بحسب رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في «غرفة الشرقية» عبدالغني المهنا، وقال في تصريح ل«الحياة»: «تراجعت مبيعات الذهب خلال العام الحالي 50 في المئة، مع عزوف كامل عن شراء الألماس خلال الأعوام الثلاثة الماضية». وأضاف المهنا أن «قرارات عدة أصدرتها وزارة التجارة والصناعة بخصوص بيع الذهب، من بينها تحديد قيمة حجم حجر الزاركون وتدوينها على القطعة مع تفاصيل شاملة عنه، علماً بأنه للزينة فقط، وهذا غير معمول به عالمياً، فالأحجار غير الكريمة لا تكتب أوزانها على القطعة». ولفت رئيس لجنة الذهب والمجوهرات إلى قيود أخرى تسببت في «زيادة الصعوبات، بدلاً من منح تسهيلات»، منها مطالبة الوزارة أخيراً بزيادة المعلومات حول مصدر قطعة الذهب، وأساس التصنيع، وغيرها من التفاصيل، علماً بأن المعمول به عالمياً هو تحديد عيار الذهب والوزن فقط»، لافتاً إلى أن هذا الأمر تسبب في تسجيل مخالفات عدة على محال الذهب. وحول الخسائر والأرباح، أوضح عبدالغني المهنا أن بعض المحال فضلت الإغلاق لتلافي زيادة الخسائر، وأخرى لديها تاريخ كبير في السوق حافظت على مستوى وجودها، على رغم تعادل الربح مع الخسارة، مع خفض حجم الاستيراد الذي يصل إلى نسبة 80 في المئة. وأضاف: «خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2015 كانت المبيعات أفضل بكثير مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الحالي. ووصف المهنا سوق الألماس ب«المتوقف تماماً». وقال: «تراجع الشراء بشكل تدريجي، إلى أن وصل إلى التوقف التام، وتوقف الاستيراد من دول عدة، في ظل العودة إلى النظرة القديمة بأن الذهب ليس للزينة، وإنما للخزن، إذ افتقد طقم الألماس الذي كان يصل متوسط سعره إلى 70 ألف ريال، قيمته وأصبح سعره بعد مرور شهرين 10 آلاف ريال». وأوضح المهنا أن هذا الإحجام عن الشراء قابله اللجوء إلى الألماس الزينة الشبيه بالإكسسوارات، الذي يراوح سعره بين 200 إلى 500 ريال، وهو من أخف أنواع الذهب الأبيض الممزوج بأحجار غير كريمة، والبعض يعتبره ألماساً. وأضاف: «مشكلة تجار الذهب حالياً هي تضييق الخناق عليهم من وزارة التجار والصناعة، في ظل تراجع أسعار الذهب وعدم استقرار السوق». بدوره، قال المستثمر في قطاع الذهب عبدالكريم ناصر: «إن سوق الذهب السعودي شهد هبوطاً في المبيعات في السنوات القليلة الماضية، وعدد من التجار نسوا كلمة انتعاش وأصبحت كلمة ربح غير واردة في أذهانهم، بسبب الصعوبات المتعددة التي يواجهونها حالياً من وزارة التجارة، وتحديداً على المشغولات التي يدخل بها حجر الزركون، ما تسبب في تراجع الإقبال عليه، إضافة إلى تدوين معلومات إضافية على فاتورة الشراء للزبائن».