تستعد الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز للمرة الأولى على مستوى السعودية لنشر «مبعوثين» من جميع القطاعات الحكومية والخاصة، بهدف حمل رسالة التوعية بسلوكيات الإيدز الخطرة في منشآتهم وبين أفراد المجتمع، بعد إخضاعهم لاجتماعات وجلسات الدعم النفسي حول الإيدز لمدة ثلاثة أيام. وبحسب مديرة ورئيسة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى «الإيدز» الدكتورة سناء فلمبان ل «الحياة» فإن «مبعوثي الجمعية» الذين يمثلون شريحة عريضة ومهمة من المجتمع سيخضعون غداً الإثنين إلى دورة تدريبية مكثفة بالتعاون مع المكتب الإقليمي للأمم المتحدة الإنمائي. وقالت: «إن فكرة الدورة تتم للمرة الأولى بهذه الطريقة وهذا الحجم، موضحة أنها تعقد بعنوان «الريادة لتحسين السلوكيات الخطرة في الشبان»، وسيحمل المشاركون فيها رسالة الجمعية بالتوعية بالسلوكيات الخاطئة حول مرض الإيدز، وينقلونها إلى قطاعاتهم المختلفة وأسرهم، وبالتالي ستنجح الجمعية في نشر رسالتها بين أكبر عدد من أفراد المجتمع. وأوضحت أن الجمعية حرصت على استهداف أكبر عدد ممكن من كل القطاعات الحكومية والخاصة، وقالت: «يشارك في الدورة أفراد من التعليم والصحة وحقوق الإنسان، إضافة إلى تربويين وإعلاميين وأطباء وممرضين، وسيكونون بعد تدريبهم أشبه بمندوبين للجمعية في المجتمع، يحملون رسالتها ويؤدونها بوعي ودراية». ولفتت إلى أن أهدف الدورة تسير في ثلاثة خطوط متوازية، الأول يتعلق بمرضى الإيدز وتدريبهم على كيفية التعامل مع المرض وعدم نقله إلى غيرهم، والثاني والثالث يتعلقان بغير المصابين بالمرض وكيف يتجنبون السلوكيات الخاطئة التي قد تؤدي إلى إصابتهم، وأيضاً كيف يسهمون في تقبل مرضى الإيدز والتعامل معهم ودمجهم في المجتمع. وسيحاضر ويناقش الجلسات ويديرها عدد من الخبراء العالميين والمحليين والناشطين في مجال مكافحة الإيدز ومجال تعديل أنماط السلوك الخطرة، وتتناول مواضيع عدة مهمة ذات علاقة تربط نوعية السلوك وعلاقتها بالتعرض لانتقال فايروس الإيدز وكيفية التدخل السليم لتقديم الدعم النفسي وتحسين السلوك خلال المنعطفات الخطرة وتحديد أدوار مختلف فئات المجتمع للحد من انتشار المرض. وتنطلق جلسات اليوم الأول تحت عناوين: الوقائع العلمية والوبائية حول فايروس الإيدز والمفاهيم المغلوطة، المنهج التنموي والاستجابة لفايروس الإيدز في المنطقة العربية، الإيدز في مجتمعنا، السلوكيات الخطرة والإيدز وحقائق علمية عن الوضع، والاستجابة مع التركيز على استخدام المخدرات بالحقن، تلي ذلك جلسة بعنوان «علاقة فايروس الإيدز والسلوكيات الخطرة ضمن إطار «ويلبر» التحليلي»، ومن ثم سيتاح المجال لمجموعات العمل للتحاور والمناقشة وتقديم عملها ضمن أسلوب عمل الفريق. وفي اليوم الثاني، تبدأ الجلسات بتأملات جلسات اليوم السابق، ثم محاضرة الكشف عن الإصابة بالإيدز، والآثار النفسية والاجتماعية لفايروس الإيدز، وصمة العار والخوف المصاحبة للمرض، واستكشاف الخسائر وتمرين عملي بعنوان ماذا لو؟. وتتواصل جلسات اليوم الثاني تحت عناوين: حقوق المتعايشين مع فايروس الإيدز وكيفية تقبل المجتمع، أمثلة إيجابية عن التعامل الإسلامي مع الإصابة بالإيدز ومفاهيم للمحادثات ومحاور الإمكانات، والتعاطف والاستماع، الأدوات الأساسية لتغير السلوك، والدور الذي يمكن القيام به. وفي اليوم الثالث والأخير، تناقش الجلسات دور المرأة في مكافحة الإيدز والفرص والتحديات ومناقشة كيفية ذلك مع لمحة عامة مبنية على البراهين للتدخلات الوقائية، المسؤولية الاجتماعية وادوار المتعايشين في المجتمع والمسؤولين العاملين في مجال الصحة، وكذلك ستتم مناقشة الفرص المتاحة وخطة العمل المستقبلية لمكافحة الإيدز، وتحديد الخطوات وشحذ الهمم والالتزامات لمكافحة المرض، وأخيراً الاختتام وكلمات التعليق من الفريق والحضور.