حددت الهيئة العامة للغذاء والدواء أخيراً 125 صيدلية لصرف الأدوية النفسية على مستوى المملكة، محذرة من صرفها من صيدليات أخرى، ملوحة بإغلاق الصيدلية المخالفة، في الوقت الذي شدد مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام على آليات صرف الوصفات للأدوية النفسية. وقال المشرف العام على المجمع الدكتور محمد الزهراني ل«الحياة»: «إن صرف الأدوية يتم وفق معايير معينة، فالأمراض النفسية تبدأ بالجرعة الأقل، ومنها تتدرج إلى الأعلى بحسب حاجة المريض والحال النفسية التي يعاني منها، ويحددها الطبيب المعالج، ويقوم المجمع بصرف تلك الأدوية وفقاً لمعايير معينة، وليس بناء على رغبة المرضى». وأشار الزهراني إلى أن الحالات التي تتردد على المجمع «لا تتطلب جرعات أدوية عالية، فعلاج المريض النفسي يكون بناء على الجلسات الإرشادية والنصائح وطرق علاج متطورة، ولا تعتمد بشكل مباشر على الأدوية». وعن الصيدليات التي تخالف النظام في صرف الأدوية النفسية، أكد المشرف على «مجمع الأمل» أن الرقابة تتولاها المديرية العامة للشؤون الصحية. وعن صرف كميات الأدوية النفسية للأطفال، قال: «تم إلحاق عيادات الأمراض النفسية للأطفال بمستشفى الولادة والأطفال في الدمام، ونسب الأمراض النفسية في المجمع تتقارب سنوياً، وأصبح هناك وعي بذلك أكثر من السابق». وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء حددت، عبر موقعها الإلكتروني، أسماء الصيدليات المعتمدة، وفق آلية معينة، وغالبيتها تتبع مستشفيات كبرى. وشددت على ضرورة التأكد من الوصفة الطبية. وقال الصيدلاني يونس عبدالحكيم، الذي يعمل في صيدلية معتمدة لبيع الأدوية النفسية في المنطقة الشرقية: «الصيدلية تابعة لإحدى المستشفيات الأهلية، ونقوم بالتواصل مع الطبيب عند تسلم الوصفة، وذلك بناء على تعليمات الهيئة العامة للغذاء والدواء، ولا يمكن العودة بصرف الدواء مرة أخرى إلا بمراجعة طبية معتمدة، ولدينا نظام إلكتروني للدخول إلى ملف المريض، في حال الضرورة للتأكد ما إذا كان هناك أمر طبي وتوجيه من الطبيب المعالج مع موافقة المستشفى إدارياً، تجنباً لأية مخالفات، فالأمر قد يتسبب في إغلاق المنشأة أو تغريمها، بحسب طبيعة وحجم وتكرار المخالفة». من جانبه، أوضح الاختصاصي النفسي إسماعيل حمادة أن الأدوية النفسية تكتب ضمن موافقات رسمية، «ولا يمكن زيادتها بحسب رغبة المريض، ولاسيما أن بعضهم يدمن الأدوية خلال فترة العلاج. ونعمل على اعتبار أن المريض النفسي في حاجة إلى علاج تأهيلي إرشادي أكثر من الدوائي، ويكون الدواء مكملاً للخطة العلاجية». وأشار حمادي إلى أن هناك خططاً حديثة في العلاج تعتمد على «الاسترخاء وهدوء الأعصاب والتخلص من الوساوس، قبل البدء في العلاج المتقدم، ويتطلب الأمر وقتاً. وأكثر الحالات النفسية، تطلب منومات دائمة، وهذا الأمر مرفوض وغير مقبول طبياً، لأن العلاج يحتاج إلى متطلبات عدة، والمهدئات تكون ذات تأثير موقت».