إسلام آباد، بيشاور، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - رفعت السلطات الباكستانية موقتاً امس، حظر التجول في وادي سوات حيث يشن الجيش هجوماً واسع النطاق ضد مقاتلي «طالبان»، وذلك للإفساح في المجال امام فرار اكثر من مئة الف مدني من منطقة المعارك. وقال خوشال خان مسؤول الادارة المحلية في الوادي: «نتوقع ان يغادر اكثر من مئة الف شخص منازلهم في مختلف مناطق وادي سوات». وأعلنت المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة ان ما يصل الى مليون شخص نزحوا في شمال غربي باكستان، وغادروا مناطق بونر ودير السفلى وسوات وسجلوا في المخيمات او لجأوا الى منازل اقاربهم. وتحدث خان عن فتح خمسة مخيمات اضافية في ولاية الحدود الشماليةالغربية. وفي حين لم توفر السلطات اي وسيلة نقل للنازحين، هاجر المدنيون في سيارات خاصة او راجلين، حاملين كل ما استطاعوا من امتعتهم. وأعلنت منظمة «مسلم ايد» الانسانية التي تتخذ من لندن مقراً لها، ان «هذه الازمة تهدد بأن تكون اكبر كارثة انسانية في تاريخ باكستان المعاصر». ودعا وزير الإعلام ميان افتخار حسين المجتمع الدولي الى «محاولة مجابهة هذا النزوح الكثيف من السكان». وأوضح ان «الوضع في مخيمات اللاجئين مقلق جداً لأن الحر يشتد والناس يواجهون صعوبات كبيرة». وأعلن الجيش الباكستاني ان مقاتلي «طالبان»، تراجعوا أمام تقدمه في وادي سوات، مؤكداً انه قتل ما بين 180 و200 مسلح منذ الجمعة. وأفاد بعض اللاجئين عن تعرض مدنيين ايضاً لقصف عنيف من الطيران الباكستاني. ونقلت قناة «جيو» الباكستانية عن بيان للدائرة الإعلامية للجيش الباكستاني انه دمر معسكر تدريب في منطقة باناي بابا لمن وصفهم «الكفار» في إشارة إلى عناصر «طالبان» مما تسبب في مقتل 140 إلى 150 مقاتلاً، إضافة إلى ذلك، قتل 50 إلى 60 عنصراً من الحركة في مناطق متفرقة من وادي سوات. واتهم البيان عناصر «طالبان» بإطلاق قذائف هاون في شكل عشوائي من دون تمييز بين العسكريين والمدنيين، وبزرع عبوات ناسفة في مناطق مأهولة مما يتسبب بسقوط الكثير من الضحايا المدنيين. ودمر عناصر «طالبان» مدرستين وقتلوا إمام مسجد في المنطقة. وأضاف بيان الجيش ان جندياً باكستانياً قتل في العملية على مرتفعات شانغلا. وفي الوقت ذاته، قتل ثلاثة من القادة الرئيسين الميدانيين ل «طالبان» في عملية نفذتها القوات الباكستانية ضدهم في منطقة ميدان في دير السفلى القريبة المتاخمة لوادي سوات في إقليم الجبهة الشمالية الباكستاني. وسيطر الجيش الباكستاني على منطقة شاكدارا في دير السفلى، وقصف 6 مخابئ رئيسة للمقاتلين في منطقة تهسيل أدينزاي في المنطقة ذاتها. وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أعلنت الجمعة، أن هناك حالاً من «التشرد الجماعي» شمال غربي باكستان بسبب المواجهات ترجمت بنزوح أكثر من 150 الف مدني الى مناطق أكثر أمناً في شمال غربي الاقليم الواقع على الحدود مع افغانستان. في غضون ذلك، اظهرت الولاياتالمتحدة ثقتها بسلامة الترسانة النووية في باكستان، كما اعلن الاحد الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في المنطقة. وقال بترايوس الذي يقود ايضاً الحرب في افغانستان والعراق لشبكة «فوكس» التلفزيونية: «نحن واثقون بسلامة الآليات التي يعتمدونها». وأثار تمرد «طالبان» ونجاحها في الاقتراب من العاصمة إسلام آباد خلال الاسابيع الاخيرة، مخاوف من ان يسقط جزء من الترسانة النووية في ايدي المتمردين.