في الوقت الذي كان فيه الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن يلقي ما لذ وطاب من الشعر على مسامع الحاضرين، ضمن أمسيته التي أحياها في العاصمة الرياض الثلثاء الماضي، كان التنظيم يغص بفوضى لا مثيل لها إذ أخفق منظمو محفل «ومض» في احتواء الازدحام، الذي ضرب مسرح الأمسية، كاشفاً عن خلل في عدد التذاكر المباعة و «المدعوين»، قياساً بقدرة استيعاب القاعة، فاضطروا على إثره إلى إضافة مقاعد جديدة لحاضرين ظلوا وقوفاً لدقائق قبل أن يحصلوا على كراس يجلسون عليها (على رغم أنهم دفعوا مالاً في مقابل ذلك). كما ميزت اللجنة المنظمة للمحفل جمعية (إنسان) بين صحف وأخرى، وبين صحافيين ومصورين وزملاء لهم، واستغرب صحافيون من عدم تخصيص منطقة «إعلامية» لهم، وإبعادهم عن مسرح فور انتهائها، ورأى مصورون أن منعهم من تصوير الشاعر وهو يلقي قصائده، من على مسافة قريبة لخشبة المسرح، والسماح لمصورين آخرين، أمر غريب ويدعو إلى طرح أكثر من علامة استفهام، خصوصاً وأن صحفهم تلقت دعوات حضور رسمية من جهة التنظيم، وتم صرف بطاقات إعلامية لهم، وتساءل أحدهم: «ما فائدة البطاقة إن كانت لا تساعدني على أداء عملي؟». وقرأ الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في الأمسية قرابة ال 20 قصيدة، راوحت بين القديمة والجديدة، ولم تقف نبرته الهادئة حائلاً دون تفاعل الجمهور مع «درره الشعرية»، التي زخرفت الرياض بعد طول غياب. وشارك في الأمسية الشاعران نايف صقر ومساعد الرشيدي، بإلقائهما قصائد للأمير بدر بن عبدالمحسن، إذ قرأ صقر «وادي حنيفة» و «البتول» و «العنود»، فيما قرأ الرشيدي «تعبت أسافر» و «يطيح جفن الليل»، إضافة إلى قصيدة ثالثة من نظمه كتبها لهذه المناسبة، كما شارك شاعران شابان (الأمير خالد بن محمد وخالد السبهان) بقصيدتين تخصهما، وألقى الطفل محمد الجبرين قصيدة وطنية (من نظم والده الشاعر عبدالرحمن الجبرين). وصنف الأمير بدر بن عبدالمحسن إقامته للأمسية في خانة «الواجب الإنساني»، متمنياً أن يسخّر الشعراء شعرهم في خدمة المجتمع، ولفت إلى أن الإفادة من الشعر في الأعمال الخيرية «أمر محمود، و ليتهم يكثفون من نشاطهم في هذا الاتجاه». من جهته وصف الشاعر نايف صقر مشاركته في أمسية البدر بأنه «فخر لكل شاعر، واعتبرها من أجمل الأمسيات، فالأمير بدر بن عبدالمحسن مدرسة شعرية لن تتكرر». فيما اعترف الشاعر مساعد الرشيدي بأن إشادة الأمير بدر بن عبدالمحسن به قبل 15 عاماً لا تبرح ذاكرته «لأنها جاءت من شاعر عملاق، ومهندس للكلمة»، وأكد: «أنا تلميذ للبدر، وأحد معجبيه». واختتم «محفل ومض» أيامه الثلاثة، يوم الخميس الماضي، إذ خصص اليوم الثاني والثالث للمعرض التشكيلي، الذي حوى لوحات بريشة الأمير بدر بن عبدالمحسن، وأتيحت للبيع، فيما خصص اليوم الثالث لتوقيع ديوان «ومض»، الذي بلغ سعره 500 ريال، علماً بأن العائد من مبيعات اللوحات والديوان سيذهب إلى جمعية «إنسان».