ظلت الديناصورات تكافح للبقاء عشرات ملايين السنين في ظل تغيّر الظروف البيئية المحيطة بها، قبل أن يضرب الأرض النيزك الذي يعتقد أنه قضى عليها وعلى كثير من الأنواع الحية، قبل أكثر من ستين مليون سنة. ويسود نقاش منذ سنوات حول الظروف الصحية التي كانت تعيشها الديناصورات في المراحل الأخيرة من وجود هذه الحيوانات الضخمة على الأرض، ويرى بعض العلماء أنها كانت في صحة جيدة قبل أن يأتي عليها الانقراض الكبير، فيما يرى آخرون أنها كانت تعاني تدهوراً صحياً. وحلل باحثون نشروا دراستهم في مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم، بقايا متحجرة من بقاع عدة من الأرض. وخلصوا في تحليلهم إلى أن أنواعاً جديدة من الديناصورات كانت تظهر بوتيرة أعلى مما كان يجري مع أنواع حية أخرى، وذلك قبل أربعين مليون سنة من ارتطام الجرم الفضائي بالأرض في ما يعرف اليوم بالمكسيك. لكن من الواضح أن هذا النوع الحي لم يكن في زهرة شبابه» من منظور علم التطور. فالديناصورات النباتية ذات الأعناق الطويلة مثلاً، أكبر الأنواع الحية التي عاشت على الأرض، كانت تتراجع أعدادها في شكل سريع، وكذلك نوع آخر من الديناصورات «تيرانوصور ريكس»، وإن بوتيرة أقل. ومنذ 35 سنة، كان جمهور العلماء يميلون إلى مقولة أن انقراض الديناصورات سببه ارتطام نيزك أسفر عن حفرة قطرها 180 كيلومتراً في المكسيك، وانبعاث الغبار في الجو ما سبب انقلاباً في المناخ. ويرى معدو الدراسة الجديدة أن انقسام القارات وثوران البراكين كانت من العوامل المساهمة في تدهور حالة الديناصورات الصحية على مدى ملايين السنين. أما حين ارتطم الكويكب بالأرض، تشكلت سحابة هائلة حجبت أشعة الشمس وأدت إلى انخفاض في درجات الحرارة وموت النبات، ففنيت الديناصورات عن آخرها.