تتوجه الأنظار في نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 الى نجمي المنتخبين الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذين يعتبران من دون ادنى شك افضل اللاعبين في العرس الكروي العالمي الاول في القارة الافريقية، لكن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة: هل سينجح الاثنان في نقل تأقلهما من المسرح المحلي-الاوروبي الى العالمي؟ ستنتقل «المقارعة الإسبانية» بين أفضل لاعبين في العالم لعامي 2008 و2009 الى الملاعب العالمية لمدة 30 يوماً في حال قدر لمنتخبهما الوصول حتى النهاية، وذلك بعد ان خطفا الاضواء الموسم الماضي في «لا ليغا» وكانت الغلبة لميسي الذي قاد برشلونة للفوز بلقب الدوري المحلي، فيما خرج رونالدو خالي الوفاض مع نادي العاصمة ريال مدريد الذي دفع مبلغاً قياسياً قدره 94 مليون دولار للحصول على خدماته من مانشستر يونايتد الانكليزي. من المؤكد ان النجم الارجنتيني تفوق في كل شيء على نظيره البرتغالي، اولاً بقيادة فريقه للفوز بلقب دوري ابطال اوروبا عام 2009 على حساب رونالدو وفريقه السابق مانشستر، ثم انتزع جائزة افضل لاعب في العالم من البرتغالي التي توج بها عام 2008، قبل ان يقود النادي الكاتالوني للاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ونيل جائزة الهداف برصيد 34 هدفاً، فيما اكتفى نظيره بمركز الوصيف مع النادي الملكي وبالمركز الثالث على لائحة الهدافين. كما خرج ميسي فائزاً من مواجهتي ال «كلاسيكو» التي جمعت برشلونة وريال مدريد خلال الموسم الماضي وعلى اللاعبين ان ينتظرا حتى موسم 2010-2011 ليتواجها مجدداً وجهاً لوجه إلا في حال وصول الارجنتين والبرتغال الى المباراة النهائية. ويسعى ميسي الى الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييغو مارادونا الذي قال علناً بأن «ليو» هو خليفته، إلا ان النجم الملقب ب «البعوضة» لم ينجح في نقل التألق اللافت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني الى المنتخب الوطني وبقيت عروضه «خجولة» حتى الآن. من المؤكد ان ميسي هو الوريث الحقيقي لمارادونا، لا بل يعتقد البعض ان جوهرة نادي برشلونة ينقصه التتويج بلقب كاس العالم كي يتجاوز مارادونا ويصبح اللاعب الأهم في تاريخ الارجنتين وربما في تاريخ اللعبة. وتطرق ميسي الى هذه المسألة قائلاً: «لا يمكنني ان احقق افضل من العام الذي اختبرته (عام 2009) سوى من خلال الفوز بكأس العالم، وآمل ان ارفع اسمي عالياً في المنتخب الوطني. امل ان اقدم الاداء الذي قدمته مع برشلونة»، معترفاً بأنه لم يجد الاسباب التي تقف خلف الفارق في ادائه مع فريقه والمنتخب الوطني، لكنه وعد بانه سيعطي الجميع جواباً حول هذه المسألة على أرضية الملعب. وكما حال ميسي، يسعى رونالدو أيضاً إلى فرض سطوته على المسرح العالمي، وخطف الأضواء في جنوب أفريقيا، بعد أن نجح في تحقيق هذا الأمر في الملاعب الانكليزية والاسبانية وعلى المسرح الأوروبي. من المؤكد أن رونالدو يعشق أن يكون في الأضواء لدرجة الغرور والتعجرف، لكن هاتين الصفتين لا مكان لهما في العرس الكروي العالمي، لان المنافسة نارية ولا مكان للفرد إلا إذا كان يعمل لمصلحة الجماعة، والدفاع عن ألوان المنتخب الوطني يختلف تماماً عن ارتداء قميص أي فريق كان. يدرك رونالدو حجم المسؤولية الملقاة عليه والصعوبة التي تنتظره وهو تذوق مع منتخب بلاده شدة المنافسة اعتباراً من التصفيات عندما اضطر البرتغاليون لخوض الملحق الأوروبي من اجل التأهل إلى النهائيات. ارتقى رونالدو، واسمه الكامل كريستيانو رونالدو دوس سانتوس افيرو، إلى مستوى التحدي الذي انتظره الموسم الماضي في ريال مدريد، وظهر بمستوى مميز في موسمه الأول مع النادي الملكي بتسجيله 26 هدفاً في الدوري المحلي، لكن فريقه خرج خالي الوفاض ان كان محلياً أو أوروبياً بعد أن خسر الدوري المحلي لمصلحة غريمه التقليدي برشلونة، وودع مسابقة الكأس المحلية بطريقة مذلة على يد هواة الكوركون، ودوري أبطال أوروبا من الدور الثاني على يد ليون الفرنسي.