بيت لحم (الضفة الغربية) - أ ف ب - يحاول الفلسطينيون التمسك بالثوب التقليدي المطرز الذي يتعرض الى تحديات الصراع على الارث التراثي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، كما يحاولون في الوقت نفسه استبدال الثوب بالجلباب الشرعي والالبسة الحديثة . وتقول مديرة مركز التراث الفلسطيني مهى السقا: «نحن نريد أن نبرز ثوبنا الفلسطيني لأنه ليس للزينة، وانما هو هوية للشعب الفلسطيني، ويمثل تراكماً تراثياً لحضارتنا». وتضيف: «لقد حاربنا لإعادة الثوب الى الهوية الفلسطينية، فحتى عام 1993 سجل كتاب الموسوعة العالمية للشعوب ثوب مدينة بيت لحم التقليدي، ثوب جدتي، على انه ثوب اليهود الاسرائيليين التراثي، ما دفعنا الى ارسال الرسائل للقائمين على الموسوعة، افراداً وجمعيات، وارسلنا لهم صورتي مع امي وجدتي بالثوب، فأزالوا في عام 2007 الثوب الفلسطيني من الموسوعة كممثل لاسرائيل، ولكنهم ايضاً لم يصنفوه كممثل لفلسطين». وتوضح: «كل شيء يتعرض للتهويد، وعلينا ان نحارب على اصغر الاشياء للتعبير عن انفسنا، خصوصاً ان الهوية الفلسطينية تعرضت للضياع، مع النكبة الفلسطينية». وترى السقا ان «الثوب الفلسطيني يحكي حكاية كل منطقة وحياتها الاجتماعية، ففي بئر السبع مثلا، ثوب العروس مطرز بالاحمر، وعندما تترمل يصبح ازرق، واذا عادت وتزوجت يكون احمر مع الازرق». وتحدثت عن ثوب العروس في بيت لحم قائلة: «يتميز بأنه من قماش الحرير ومطرز بخيط القصب، على صدر الثوب خمس نجوم وعرق التفاح وعرق سبلات (سنابل) القمح على جوانب الثوب، كما يتميز ثوب بيت لحم بالاردان (الاكمام العريضة)». وعندما كانت المرأة تجلس مع مجموعة من النسوة من قرى عدة، كانت تعرف قريتها من ثوبها، فمثلا ثوب مدينة يافا وقراها أبيض، وعلى الصدر يطرز زهر البرتقال، أما على ذيال الثوب (الجوانب) فتطرز اشجار السرو التي تحيط البيارة». اما ثوب غزة فيطرز على صدره ايضاً زهر البرتقال، وعلى الجوانب سعف النخيل، لأن منطقة غزة مشهورة بالنخيل والتمر. ويحتوي المركز الذي تديره مهى السقا حوالى 35 ثوباً فلسطينيناً تراثياً اصلياً، بدءاً من جلاية عروس صفد (ثوب الجلوة)، حتى ثوب عروس بئر السبع. وعمرها من 80 الى 120 سنة، وتعتبرها السقا رموزاً وطنية. كما ان هناك مئات الاثواب تتراوح اعمارها بين 30 سنة و50 سنة. وبات ارتداء الثوب الفلسطيني مقتصراً على النساء المسنات في القرى والمخيمات الفلسطينية، وفي المناسبات الرسمية الوطنية او الدبكات، او معارض المطرزات الفلسطينية.