بددت محاضرة الاعتقاد السائد بأهمية وجود الأطفال في الحياة الزوجية لاستمرارها، وأنهم كالمسامير لتثبيت العلاقة الزوجية والمحافظة عليها من الانهيار، إذ إنه يعد مفهوماً خاطئاً، وأن وجودهم يؤثر على موعد الانفصال أو الطلاق فيؤخره. مبينة أن نسب الطلاق وصلت إلى 5.5 في المئة، وليس كما يشاع أنها وصلت إلى 30 في المئة، وأن ركائز الحب في الزواج تتمثل في ثلاثة جوانب، نفسية من الألفة والاحترام، وبيولوجية من العاطفة والذوق، وأهمها الجانب الاجتماعي وهو الجانب المسؤول عن التفكير بالمصائب والخلافات. ونصح عميد كلية العلوم الاجتماعية والدراسات العليا في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان، خلال محاضرته أول من أمس، التي حملت عنوان: «طرق تحسين العلاقة الأسرية»، بعدم كثرة طلب الزوجة للطلاق، مؤكداً أنها في أغلب الأحيان تعتبر مجرد قياس لمدى تمسك الزوج بها، مشيراً إلى أن الأسرة إما أن تصنع حياةً أو تصنع دماراً. ويقول في المحاضرة التي احتضنها مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) في الخبر: «الناس لديهم اعتقاد أن الزواج كله «وناسة»، وهذا غير صحيح، فالحياة الزوجية لا بد أن تمر بمراحل عدة قبل أن تصل إلى حال من الاستقرار». وأشار إلى أن الزواج «يمر بخمس مراحل، منها ثلاث أساسية، واثنتان استثنائيتان»، مضيفاً أن «مرحلة «التعارف» هي أولى المراحل الأساسية في الزواج، وعادة ما تستمر إلى السنة الخامسة إلى السابعة من أولى سنوات الزواج، تليها مرحلة «التآلف»، وهنا يتشارك الزوجان في تربية الأبناء، ولا يمكن للزوجين الوصول لهذه المرحلة إلا بعد تخطي المرحلة الأولى بشكل صحيح». وزاد القشعان «أما الثالثة فهي مرحلة التكاتف، إذ يصبح لدى الزوجين اعتماد متبادل، وهذا ما نلاحظه بين الأزواج كبار السن، وما تم اكتشافه في إحدى الدراسات أن الزوجين في هذه المرحلة يصبحان «نفساً واحدة» من كثرة تشابههما في طريقة تعابير الوجه ونبرة الصوت»، موضحاً أن «هذه المراحل تتخللها مرحلتان استثنائيتان، أولاهما مرحلة التعانف وتكون بعد مرحلة التعارف، إذ تعتبر من أخطر مراحل الزواج التي يجب على الزوجين أن يكافحا بقوة من أجل تخطيها والوصول إلى أول مرحلة استثنائية وهي التآلف». أما المرحلة الاستثنائية الثانية، فقال عنها عميد كلية العلوم الاجتماعية والدراسات العليا في جامعة الكويت: «هي مرحلة التفكير أو أزمة منتصف العمر، التي تحدث بين مرحلة التآلف والتكاتف، وهي عادة تصيب المرأة والرجل بحد سواء بعد سن ال37 للمرأة، وال42 للرجل، وهنا يكون الشك بين الزوجين كبيراً». وأشار إلى أنه في الدراسة تبين أن الزوج بعد وفاة زوجته يحاول الاستمرار في هذه الحياة وحده، لكن توجد بعض الحالات التي يتوفى فيها الزوج بعد سنتين من وفاة زوجته، أما بالنسبة للزوجة فبعد وفاة زوجها تستطيع الاستمرار في حياتها، بسبب شبكاتها الاجتماعية الكبيرة. واستطرد بالقول: «الخلاف الأسري أربعة أصناف، المخفي كعدم إلقاء التحية بين الزوجين، وانعدام التواصل اللفظي، واختلاف نبرة الصوت، والحسي كالتنافر الواضح في السلوكيات، والعنفي وهو الخلاف الفعلي بين الزوجين داخل المنزل، وأخطرها الخلاف المعروف وهي الخلافات التي يعلم بها من حولهم من ارتفاع الأصوات وكثرة الشكاوى للغير، وكلما زاد التعصب بين الزوجين كلما ذهب العقل»، مؤكداً أن الزوجة كلما ذهبت إلى بيت أهلها بعد أي خلاف كلما كان الزوجين للطلاق أقرب. وصرح عميد كلية العلوم الاجتماعية والدراسات العليا في جامعة الكويت عن «فايروسات» تسهم في ضعف العلاقة الزوجية، وهي كثرة الشكوى للآخرين عن العلاقة الزوجية، وعدم نسيان جرح سببه شريك الحياة، داعياً إلى التسامح والتغافل، وكذلك توقف العلاقة الشرعية لمدة غير عادية من دون سبب عضوي أو شرعي إلى 14 يوماً، وظهور سلوك الغضب السريع تجاه أحد الزوجين، إضافة إلى كثرة الحساسية تجاه الشريك، وتفسير أي سلوك يبدر من الزوج بشكل خاطئ.