أعلنت منظمة الهجرة العالمية أمس، أن حوالى 6 آلاف مهاجر وصلوا إلى ايطاليا منذ الثلثاء الماضي، فيما بدأ «موسم» العبور إلى أوروبا. وأعلن الناطق باسم منظمة الهجرة العالمية ميشال ميلمان أن «كل حالات الوافدين هذا الأسبوع تم تسجيلها. وفي الاجمال، سُجِل وصول 5664 شخصاً إلى أوروبا منذ الثلثاء، 174 منهم فقط في اليونان، بينما وصل 357 شخصاً صباح أمس، إلى ميسيني في ايطاليا». وكان مسؤولون أوروبيون أشاروا في الأسابيع الماضية إلى وجود مئات آلاف الأشخاص الذين ينتظرون على السواحل الليبية الفرصة للتوجه إلى أوروبا. وأعلن مدير مكتب التنسيق التابع للمنظمة في روما فريدريكو سودا في بيان أن «فريق منظمة الهجرة العالمية التقى عدداً كبيراً من المهاجرين وحدد أن نقطة انطلاق الجميع هي ليبيا. وغالبية هؤلاء من أفريقيا جنوب الصحراء، وسجلنا ارتفاعاً في عدد القادمين من القرن الأفريقي خصوصاً اريتريا». وتابع سودا: «حالياً من غير الممكن اقامة رابط بين زيادة عدد القادمين إلى وسط المتوسط والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وإغلاق طريق البلقان. غالبية المهاجرين القادمين من ليبيا من الأفارقة. عدد قليل جداً من السوريين يأتون من ليبيا في الأشهر الأخيرة». وسُجل وصول أكثر 177200 مهاجر ولاجئ إلى اوروبا منذ مطلع العام، وفق منظمة الهجرة العالمية. في سياق متصل، يزور البابا فرنسيس اليوم جزيرة ليسبوس بوابة عبور اللاجئين إلى أوروبا، للتضامن مع اليونانيين والمهاجرين. وقال البابا في الفاتيكان الأربعاء الماضي: «سأذهب إلى هناك مع شقيقي بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول ورئيس أساقفة أثينا وعموم اليونان ايرونيموس للتعبير عن التضامن مع اللاجئين وكذلك مع مواطني ليسبوس وكل الشعب اليوناني الذي كان سخياً في استقبالهم». وسيلتقي البابا خلال زيارته الخاطفة إلى الجزيرة، رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، ثم سيتوجه مع برثلماوس الأول وايرونيموس إلى مركز المهاجرين في موريا حيث سيلتقون 250 شخصاً ثم يتناولون الغداء مع 8 لاجئين. والمهاجرون الموجودون في مخيم موريا وصلوا جميعاً إلى ليسبوس بعد بدء تنفيذ الاتفاق بين الإتحاد الأوروبي وتركيا في 20 آذار (مارس) والذي يلحظ إعادتهم إلى تركيا. وتقدمت غالبيتهم بطلبات لجوء في اليونان أملاً بتجنب ذلك. وأعربت منظمات عدة في مقدمها منظمة «العفو الدولية» عن املها بأن يندد البابا فرنسيس بهذا الاتفاق المثير للجدل. ورفض الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي الإدلاء بأي تعليق مسبق، وقال: «اذا كان ثمة أمر ينبغي أن يقوله (البابا) فسيقوله»، مذكراً بأن الزيارة ستكون «محض انسانية وليس سياسية». وبعد مخيم موريا، ستتواصل الزيارة التي تستمر 5 ساعات في ميناء ميتيلين، حيث يلتقي البابا السكان لوقت قصير قبل الصلاة لراحة أنفس ضحايا الهجرة. وفي مستهل حبريته في تموز (يوليو) 2013 وفي بادرة مماثلة، توجه البابا فرنسيس الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية واستنكر «عولمة اللامبالاة» امام حوادث الغرق. ونادراً ما تدخل حبر أعظم أو الكرسي الرسولي أو المنظمات غير الحكومية الكاثوليكية في شكل واضح في جدل كبير يشهده مجتمع اوروبي. ورئيس الكنيسة الكاثوليكية وهو نفسه ابن عائلة مهاجرين ايطاليين في الأرجنتين، يذكر بأن المهاجرين يفرون في غالب الاحيان من دولهم بسبب «نظام اقتصادي ظالم». من جهة أخرى، طلب بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول فتح الابواب للمهاجرين وعدم التمييز بين المهاجرين لأسباب اقتصادية وطالبي اللجوء، وذلك في مقابلة نُشرت أمس، عشية زيارة البابا الى ليسبوس.