شهدت المنطقة البحرية الفاصلة بين كل من سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة من جهة، وإيران في الضفة الأخرى من الخليج العربي، نشاطاً زلزالياً خلال اليومين الماضيين، في حين أن المشرف على مركز الدراسات الزلزالية رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله العمري، قلل من أهمية تأثير هذا النشاط الزلزالي على الجزء الشرقي من المملكة. كما اعتبر احتياطات الدفاع المدني حول النشاط البركاني في العيص «مُبالغاً فيها». وأوضح العمري أن «إحدى الجزر الواقعة في مضيق هرمز، عادة ما تسجل نشاطاً زلزالياً، إلا أن تأثيرها لا يذكر». وذكر أن معظم الزلازل في الخليج العربي «تحدث في البحر»، مشيراً إلى أن سبب الزلازل «يعود إلى تصادم الصفيحة العربية واليوراسية، وتقع نقطة التصادم في غرب إيران، ما يجعل المملكة لا تتأثر بها كثيراً»، مؤكداً أن «الشرقية بعيدة عن بؤر الزلازل، ورصدت قبل ألفي سنة». وأوضح أن النشاط الزلزالي في الخليج العربي «يكثر تحت مياه بحر الخليج، ما يجعل الماء عاملاً في امتصاص الموجات، ويعمل على التعتيم عليها». وأشار إلى أن وقوع زلزال في جبال زكروس في غرب إيران، «له تأثير أقوى من تلك التي تحدث تحت سطح الماء»، نافياً في الوقت ذاته تأثر المنطقة الشرقية به، موضحاً أنها «تقع على بعد 500 كيلو متر، ولكي يشعر به سكان المنطقة يجب أن تبلغ درجة الزلازل أكثر من 5.5 درجة بمقياس ريختر»، مرجعاً السبب في قلة التأثير إلى «انتشار الموجات ذات الفترة الدورية الطولية، ما يجعل أهالي المنطقة الشرقية يشعرون بها». وحول ما تشهده العيص، اعتبر العمري أن «الاحتياطات التي اتخذها الدفاع المدني، مبالغ فيها»، مفترضاً «عدم التعامل معها بهذه الطريقة التي تشيع الهلع». وذكر أن «العيص تعرضت إلى زلازل شبيهة بما حدث في الأيام الماضية، وسجلت في عام 2007 ذات الأحداث واستمرت حينها نحو ثلاثة أسابيع وانتهت»، موضحاً أن «المنطقة في الأسبوعين الماضيين سجلت حشوداً زلزالية بلغت نحو مئتي هزة، وسجلت أقواها على درجة 3.7 بمقياس ريختر، ولم يشعر الساكنون في المنطقة بها، على رغم تسجيل بعضها في محطات الرصد»، مضيفاً أن «الزلازل التي أحس بها الناس، لا تتجاوز ثماني هزات». وأوضح أن العيص «تقع في منطقة بركانية، ما يجعل الإحساس بالزلازل أمراً طبيعياً»، مضيفاً أن «بركان المنطقة صغير، ومن النوع الخامد والضعيف، وسجلت آخر حركة فيه قبل ألف سنة»، شارحاً أن ما يحدث في البركان عبارة عن «تحرك صهارة، على عمق خمسة كيلو مترات تحت الأرض، وما يشعر به الناس هو ردات فعل للصهارة»، نافياً حدوث ثورة للبركان وخصوصاً أنه «لم تسجل أي علامات تدل على ذلك، من تشقق في الأرض، أو ظهور غازات وأدخنة من فوهة البركان».