استحق الفنان البريطاني من أصل باكستاني أكرم خان شهرة عالمية في عام 2009 حينما طاف العالم برفقة النجمة السينمائية الفرنسية جولييت بينوش حيث قدما وصلة استعراضية عنوانها «إين أي». وخان من ألمع الفنانين الإستعراضيين في لندن ومعروف بمهارته في الرقص الكلاسيكي والحديث، وبخفة حركاته وموهبته الفذة التي تجعله يتنقل من لون إلى آخر بسرعة فائقة. وكان ينقص خان الإعتراف الدولي بقدراته، وها هو حاز عليه إثر جولته الراقصة مع بينوش المعروفة عالمياً كممثلة وليس كراقصة، فهو أتى إليها بشهرة جديدة كراقصة أو فنانة استعراضية متكاملة، وهي جلبت إليه النجومية الدولية لمجرد أنه عمل إلى جوارها. وكانت حكايتهما الفنية قد بدأت بطريقة غريبة، إذ أن إحدى صديقات بينوش الحميمات سمعتها تصرح بحبها للرقص الحديث، وبنيتها في خوض تجربة في هذا الميدان إذا ما أتيحت أمامها الفرصة. والصديقة ليست إلا أقرب المقربات إلى زوجة أكرم خان، فسرعان ما راحت تدبّر بين بينوش وخان، وبمساعدة الزوجة، لقاء مهنياً، تبادل فيه كل من الراقص والنجمة السينمائية كل ما يمكن أن يقال أو يسرد حول الرقص الحديث. إثر اللقاء بدأت بينوش تتدرب تحت إشراف خان، مستعيدة في ذهنها كافة ما كانت قد أتقنته في صباها ومراهقتها من رقص كلاسيكي وباليه، إلا أن خان درّبها على الرقص الحديث وليس على الباليه، ولكن إجادتها السابقة للباليه تحديداً، منحت بينوش ثقة متجددة في قدراتها، وجعلتها تتعلم بسرعة، وتقيم مع خان استعراضاً ثنائياً في لندن أولاً ثم في باريس. وقد بيعت التذاكر بأكملها في العاصمتين، قبل ليلة الإفتتاح بأسابيع طويلة. وطاف العرض في كندا والولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الآسيوية خلال 2009 محققاً رواجاً إستثنائياً سمح لخان في ما بعد بإقامة استعراض فردي عنوانه «غنوسيس» يطوف به أوروبا في الفترة الحالية بعد سلسلة من العروض الباريسية الناجحة فوق خشبة مسرح «ليز أبيس» الضخم والمرموق. وفي «غنوسيس» يتعرض خان للرقص الشعبي الفولكلوري الشرقي الممزوج بالرقص الغربي الحديث ومن ثم في وصلات أخرى بالرقص على الطريقة الهندية الأصيلة، وكل ذلك في إطار حبكة استعراضية تروي حكاية العالم من آدم وحواء إلى أيامنا الحالية. ويستعين خان بفرقة موسيقية تثير دهشة وإعجاب المشاهدين لما تتميز به من موهبة متنوعة تسمح لها في الإنتقال من لون موسيقي إلى آخر، من شرقي عربي إلى شرقي هندي إلى غربي من دون أن تتابع في إيقاعها حركات وتنقلات خان وقفزاته فوق الخشبة. وفي أوقات محددة تظهر وراء خان فرقة راقصة ترافقه في بعض حركاته مانحة الحبكة مغزاها الدرامي ومبلورة تفاصيلها عبر كل فترة زمنية يتعرض لها الإستعراض. أما جولييت بينوش فقد عادت إلى مهنة التمثيل مستحقة جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «كان» الأخير عن دورها في الفيلم الإيراني «طبق الأصل» وحضرت العرض الإفتتاحي لخان في باريس مصفقة له طويلاً، ما جعل خان يعترف للحضور بأنه رقص طوال هذا العرض الإفتتاحي من أجلها وحدها.