سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو ثلاثية رائعة قلب فيها تأخر ريال مدريد الإسباني بهدفين ذهاباً إلى فوز عريض إياباً على ضيفه فولفسبورغ الألماني (3-صفر)، فيما بلغ مانشستر سيتي الإنكليزي المربع الأخير للمرة الأولى في تاريخه، حارماً باريس سان جرمان الفرنسي من تحقيق هذا الإنجاز للمرة الأولى في عهد إدارته القطرية اليوم (الثلثاء) في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويلتقي في إياب ربع النهائي أيضاً غداً برشلونة الإسباني حامل اللقب مع مضيفه ومواطنه أتلتيكو مدريد (2-1 ذهاباً)، وبايرن ميونيخ الألماني مع مضيفه بنفيكا البرتغالي (1-صفر ذهاباً). وفي المباراة الأولى على ملعب «سانتياغو برنابيو» وأمام 80 ألف متفرج، تعملق رونالدو، أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات، عندما سجل هدفين مبكرين في الشوط الأول وثالثاً من ركلة حرة في الثاني، ليرفع رصيده إلى 16 هدفاً في 10 مباريات هذا الموسم في المسابقة القارية الأولى. وكان ريال مدريد، حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب (10 مرات)، مطالباً بتقديم مباراة خارقة، لتجنب الغياب عن الدور نصف النهائي للمسابقة القارية العريقة للمرة الأولى منذ العام 2010، فعادل بالتالي رقم مواطنه برشلونة ببلوغ هذا الدور للمرة السادسة على التوالي. من جهته، كان فولفسبورغ تأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه وكان قريباً من تحقيق الإنجاز وبلوغ المربع الأخير. ودخل ريال مدريد المباراة بمعنويات عالية عقب فوزه الكبير على ضيفه إيبار برباعية نظيفة السبت الماضي. ولم تكن تشكيلة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان مفاجئة، فدفع بالظهير الأيمن دانيال كارباخال بدلاً من البرازيلي دانيلو غير الموفق ذهاباً. ومن ركنية للألماني طوني كروس عكسها سيرخيو راموس بصعوبة، طارت وهبطت على عارضة مرمى الحارس السويسري دييغو بيناليو (6). ومن المحاولة الثانية، ضرب ريال بقوة بعد تمريرة عرضية من كارباخال ارتدت من الدفاع وتهيأت أمام رونالدو المتربص عند القائم البعيد، فتابعها في شباك القائد بيناليو مفتتحاً الأرقام ومسجلاً هدفه ال 14 في 10 مباريات في المسابقة (16). واشتعلت المدرجات بعد ثوان قليلة، من خلال رونالدو أيضاً إثر ركنية من كروس عكسها ذكية برأسه ليضيف هدفه الثاني والخامس عشر هذا الموسم في البطولة القارية (17). وفي نبأ سيء جداً لفريق المدرب ديتر هيكينغ، خرج نجم وسطه الدولي يوليان دراكسلر مصاباً ليدخل بدلاً منه ماكس كروزه (32). رد البرازيلي لويز غوستافو بتسديدة بعيدة قوية أبعدها الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس ببراعة إلى ركنية (34). وأهدر البرازيلي برونو هنريكي فرصة ذهبية عندما تأخر بالترويض من نقطة الجزاء وأتاح الفرصة للدفاع بتشتيت كرته إلى ركنية (37). وبعد سيطرة مطلقة لريال في الثاني، كاد الفرنسي جوشوا غيلافوغوي يخدع بيناليو وهو يبعد كرة عرضية من مودريتش (60). وحرم القائم الأيسر ريال مدريد من الهدف الثالث إثر ركنية لكروس أيضاً، عكسها راموس المحلق عالياً برأسه ارتدت من القائم إلى بيناليو المتربص على خط المرمى في فرصة بالغة الخطورة للفريق الملكي (66). وبعد تسديدة للفرنسي كريم بنزيمة فوق العارضة (73)، حصل ريال على ضربة حرة لعبها رونالدو، أفضل هداف في تاريخ المسابقة القارية (93 هدفاً)، متوسطة الارتفاع اخترقت حائط الصد وسكنت الزاوية اليسرى لبيناليو (77). وفشل باريس سان جرمان الفرنسي في فك عقدة لازمته في الأعوام الثلاثة الأخيرة في الدور ربع النهائي عندما سقط بهدف أمام مضيفه مانشستر سيتي الذي حقق انجازاً تاريخياً ببلوغه دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه. وكان ملعب «الاتحاد» في مانشستر مسرحاً للفصل الثاني من القمة النارية عقب تعادلهما (2-2) ذهاباً في باريس. وكان سيتي بحاجة إلى التعادل بأقل من نتيجة مباراة الذهاب أو الفوز لضمان تواجده في دور الأربعة، والاستمرار في مغامرته القارية بقيادة مدربه التشيلي مانويل بيليغريني الذي سيترك منصبه نهاية الموسم للإسباني بيب غوارديولا. في المقابل، وللمرة الثانية على التوالي تعين على باريس سان جرمان تخطي عقبة ناد إنكليزي بعد أن أطاح بتشلسي في الدور السابق بفوزه عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة (2-1)، علماً أن تشلسي حرم الفريق الباريسي من بلوغ دور الأربعة الموسم قبل الماضي (3-1 ذهاباً في باريس وصفر-2 إياباً في لندن). وفي ظل رقم قياسي أوروبي على ملعب «الاتحاد» بلغ 53 ألفاً و39 متفرجاً، سيطر سان جرمان على بداية المباراة طمعاً بقلب النتيجة، لكن حارسه الألماني كيفن تراب تسبب بركلة جزاء إثر عرقلة على الأرجنتيني سيرجيو أغويرو أهدرها الأخير بالقرب من القائم الأيسر(30). وأصيب موتا قبل نهاية الشوط الأول فدخل بدلاً منه البرازيلي لوكاس مورا (44)، ليجبر بلان على العودة إلى خطة 4-3-3. وفي الشوط الثاني، كانت كرة البلجيكي الموهوب دي بروين الأبرز، عندما استلم كرة على مشارف المنطقة فلعبها أرضية لولبية قوية عانقت شباك الزاوية اليسرى لتراب (76). يذكر أن دي بروين نجح أيضاً في هز مرمى سان جرمان في مباراة الذهاب. وهذه المرة الأولى التي يبلغ فيها مانشستر سيتي نصف نهائي بطولة أوروبية منذ موسم 1970-1971 في كأس الكؤوس الأوروبية. من جهته، أقصي السويدي زلاتان إبراهيموفيتس في ربع النهائي للمرة الثامة من أصل 9 مشاركات.