عد مضي 71 سنة على كارثة هيروشيما، بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة للمدينة الواقعة غرب اليابان، أرفقها بخطوة «مصالحة مع التاريخ» بزيارة مكان سقوط القنبلة النووية الأميركية وتكريم ذكرى عشرات آلاف الضحايا الذين سقطوا في المأساة. وأستغل كيري وجوده في هيروشيما للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، لطي صفحة الحرب العالمية الثانية، والتمهيد لزيارة تاريخية قد يقوم بها الرئيس باراك اوباما لمكان الكارثة لمناسبة قمة زعماء الدول السبع أواخر الشهر الجاري. ولم يؤكد البيت الأبيض بعد الاتفاق على الزيارة، لكن شبكة «بلومبرغ» افادت امس، بأن كيري «يجس النبض» وأن الاستعدادات قد تبدأ قريباً لمصالحة من هذا النوع. وستعزز زيارة أوباما هيروشيما رصيده في مكافحة الانتشار النووي، من اتفاق «ستارت» مع روسيا الى الاتفاق النووي الإيراني الى اربع قمم دولية لهذا الهدف عقدت خلال ولايته الرئاسية. وعشية زيارته متحف نصب السلام قبل تكريم ذكرى ضحايا القصف النووي الأميركي في السادس من آب (اغسطس) 1945، ويبلغ عددهم 140 ألف شخص، تهرّب كيري في مقابلة مع صحيفة محلية، من الرد على سؤال حول تقديم اعتذارات والتعبير عن الأسف لهذا القصف واكتفى بالدعوة الى «عالم بلا اسلحة نووية». وقال: «الولاياتالمتحدة ملتزمة منذ فترة طويلة نزع السلام النووي في العالم». وذكّر بأن أوباما «عزز أولوية هذا الهدف» ملمحاً بذلك الى خطابه الشهير الذي ألقاه في براغ في نيسان (أبريل) 2009. والأميركيون مقتنعون بأن عمليتي القصف النووي كانتا ضروريتين لدفع اليابان الى الاستسلام ولم يقدموا يوماً اعتذارات على مقتل اكثر من 210 آلاف شخص معظمهم من المدنيين، على الفور او نتيجة الإشعاعات والحروق في هيروشيما (140 ألف قتيل) وناغازاكي (74 ألفاً) التي ضربت بعد ذلك بثلاثة ايام. وفي تغريدة على موقع «تويتر»، تحدث كيري امس، عن «جدول أعمال ثقيل» لاجتماع وزراء خارجية الدول السبع، مشيراً إلى سورية ومكافحة ارهابيي «داعش»، الى جانب القضايا الإقليمية الآسيوية والتهديدات العالمية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت ان الاجتماع سيتناول مناقشة ازمات أخرى، مثل ليبيا والتهديد الكوري الشمالي. ورأى لدى وصوله الى هيروشيما انها «لحظة مؤثرة جداً». وأضاف في حديث إلى «فرانس برس»: «انه مكان يرمز الى الطموحات والمستقبل، الى عالم بلا اسلحة نووية، عالم سلام وأمان وتضامن». كما ستطرح خلال اجتماع هيروشيما مسألة رئيسية كبرى تكتسب أهمية بالنسبة إلى طوكيو، هي قضية الأمن البحري، وسط رغبة في كبح الطموحات الإقليمية لبكين في بحر الصين. وتأمل اليابان، البلد الوحيد الذي استهدفته هجمات نووية، بالتركيز على مسألتي نزع السلاح النووي وعدم الانتشار. وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا في افتتاح الاجتماع امس: «في هذه المناسبة اريد ان أوجه رسالة قوية من اجل السلام وعالم بلا اسلحة نووية». وأعرب عن أمله بنشر نتائج اللقاء في وثيقة تبقى في التاريخ باسم «إعلان هيروشيما».