وجه جديد أضيف الى وجوه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الولاياتالمتحدة. فالشخصية التي قرنها اليمين الأميركي بأدولف هتلر واليسار بمعاداة السامية والغرب، وقعت اليوم في مصيدة مجموعات حماية البيئة واحتلت صورها باصات النقل العام والاعلانات التلفزيونية للترويج لقوانين تطوير الطاقة وتنظيف البيئة، ووقف ضخ الأموال في «آلة القتل» الايرانية بتقليص الاعتماد على النفط. صورة نجاد والى جانبه برميل نفط ورزم مكدسة من الدولار ملصقة على باصات العاصمة الأميركية من جادتي بنسلفانيا وماديسون الى كولومبيا والكابيتول، ويعلوها بالخط العريض عبارة «ايران تقوم بالقتل في كل يوم ننتظر ... حان وقت التحرك من اجل طاقة وبيئة نظيفتين». الاعلان الذي تموله «شبكة القيم الأميركية» الهدف منه، على حد قول مدير المجموعة ستيفن ساب ل «الحياة»، ربط قضية البيئة بالأمن القومي الأميركي، «ومن هنا اختيار الرئيس الايراني، الصورة الأكثر التصاقا بالتهديدات الأمنية في ذهن الأميركيين والتي بالتأكيد ستجذب انتباههم». ويتزامن الإعلان المنتشر أيضا في شوارع مدن ميامي (فلوريدا) وسان لويس (ميسوري) مع جهود مجموعة نواب في الكونغرس للتصويت على مشروع قانون الاصلاح البيئي قبل موعد الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتتخطى الفكرة نطاق باصات النقل والطرقات لتصل الى الاعلانات التلفزيونية التي أطلقتها مجموعة «فوت فيتس»، والتي تصور عربة أميركية رباعية الدفاع تنفجر في بغداد بعبوة ايرانية الصنع وتحذر من أن ارتفاع سعر النفط دولاراً واحداً يعني «بليون ونصف بليون دولار للنظام الايراني». ويضيف الاعلان «الرابط بين العدو والنفط لا يمكن أن يكون أوضح. يجب فك هذا الرابط بوقف ادماننا». ويرى ساب أن «تمرير قانون الاصلاح البيئي في الكونغرس سيقطع عن ايران ما مقداره مئة مليون دولار يومياً من عائدات النفط». وأثار الاعلان حفيظة المجلس الايراني - الأميركي الذي قدم رسالة خطية الى المجموعة توضح انه فيما ليس لديه اي اعتراض على الاصلاح البيئي، فهناك رفض تام «للوسيلة المدمرة التي تنقلون بها الرسالة والعواقب غير المقصودة التي قد تنجم عنها» وخصوصا على الأقلية الايرانية الأميركية التي تقارب المليون شخص. وتدعو الرسالة الى «إزالة الاعلان بشكل فوري» بسبب المخاوف من ردود فعل غاضبة على الايرانيين - الأميركيين وتعزيز الصور النمطية عنهم، خصوصا أن الاعلان يستخدم عبارة «القتل» بأحرف مكبرة. لكن ساب يدافع عن أسلوب الإعلان بتأكيده أن لغة التسويق تفترض لفت الانتباه. لكن، وفي المدى الأبعد، يعكس الاعلان وصورة القيادة الايرانية المنطبعة في اذهان الاميركيين الفجوة العميقة بين الجانبين. ورغم جهود الرئيس باراك أوباما في التواصل مع الايرانيين من خلال رسالة عيد النوروز وغيرها، تبدو ذكرى أزمة الرهائن ومواقف أحمدي نجاد أكثر تأثيراً في الرأي العام الأميركي. وتؤكد هذا الواقع استطلاعات الرأي التي تظهر أن ايران تحتل المرتبة الأخيرة في قائمة البلدان التي يفضلها الأميركيون، وان نظرة 85 في المئة منهم الى طهران سلبية (معهد غالوب).