سيدني، روما، مكسيكو سيتي - أ ف ب، يو بي آي، رويترز – واصلت إنفلونزا الخنازير انتشارها أمس وخصوصاً في الولاياتالمتحدة التي باتت تتخطى المكسيك من حيث عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، وفي كندا حيث سجلت أول وفاة، فيما أدرجت أربع دول جديدة على خريطة انتشار المرض. وحذرت السلطات الصحية من انه اذا لم يتم القضاء على الفيروس «اي اتش1 ان1» الحديث الظهور والذي يدمج سلالات فيروسية من إنفلونزا الخنازير والطيور والبشر، قد يسجل طفرة مع اقتراب الشتاء في جنوب الكرة الأرضية. وقال المسؤول الثاني في منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا الخميس الماضي: «بحسب تقديرات منطقية، سيصاب ثلث سكان العالم بالفيروس» في حال انتشار الوباء. وأعلنت السلطات الصحية الكندية عن أول وفاة «مرتبطة» بإنفلونزا الخنازير، موضحة ان دور الفيروس في هذه الوفاة «غير واضح» ولا يزال موضع تحقيق. كما أعلنت البرازيل أول من أمس عن أول عدوى بالفيروس داخل البلد، في حين ان الإصابات الخمس التي أحصيت حتى الآن كانت نتيجة عدوى في الخارج. وأفادت اليابان عن أول ثلاث إصابات لدى مسافرين وصلوا في اليوم ذاته من الولاياتالمتحدة، وأظهرت الفحوص إصابتهم بالفيروس. وبعد ذلك، أعلنت أستراليا ان امرأة أصيبت بالفيروس في الخارج لكنها شفيت منه قبل عودتها الى البلاد. وأضيفت الخميس الماضي ثلاث دول جديدة هي البرازيل والأرجنتين (إصابة واحدة) وبنما (إصابتان) الى قائمة البلدان التي طاولها المرض، ليصل عددها الى 29. وبعدما كانت المكسيك تعتبر الأكثر إصابة بالمرض، تخطتها الولاياتالمتحدة من حيث عدد الإصابات المؤكدة إذ أحصت السلطات الأميركية أول من أمس 1639 إصابة مؤكدة بزيادة 743 عن اليوم السابق، في حين أعلنت المكسيك عن 1319 إصابة مؤكدة. غير ان حصيلة الوفيات في الولاياتالمتحدة لم تتخط حالتين في مقابل 45 وفاة في المكسيك. ودعا الرئيس الاميركي باراك أوباما الى الاستمرار في الحذر واليقظة وقال: «يتبين لنا ان الفيروس قد لا يكون فتاكاً بالقدر الذي كنا نخشاه. لكننا لم نتخط الأزمة بعد وعلينا الاستمرار في اتخاذ تدابير الحيطة». وحتى أمس، أحصت منظمة الصحة العالمية 3440 إصابة مؤكدة في 29 بلداً و48 حالة وفاة. وفي مكسيكو حيث تعود آخر وفاة نتيجة المرض الى الرابع من ايار (مايو)، أعيد فتح جميع الأماكن العامة تقريباً بعد شلل استمر أكثر من أسبوع، باستثناء المدارس الإبتدائية التي ستفتح مجدداً غداً. غير ان السياح ظلوا غائبين عن المواقع التاريخية والتراثية. ومع عودة الحياة الى طبيعتها، بقيت ولاية جاليسكو غرب البلاد استثناء بارزاً إذ أعلنت الإغلاق العام لمواقع الترفيه والتجمع من مقاه ومطاعم وملاعب رياضية وغيرها، فضلاً عن المؤسسات التربوية من دور الحضانة الى الجامعات، بعد الاشتباه بثلاث إصابات بإنفلونزا الخنازير. والى الوفيات ال45 المنسوبة رسمياً الى الفيروس، قال وزير الصحة المكسيكي جوزيه انخيل كوردوفا انه لا يزال يتعين إجراء تحاليل لعشر وفيات مشبوهة. ولم يكن عند إدلائه بتصريحاته على علم سوى بإصابتين جديدتين في ولاية جاليسكو. وأشار كوردوفا في مؤتمر صحافي الى أن مرض السكري كان مرتبطاً بالكثير من الضحايا، وكذلك مشاكل الأوعية الدموية للقلب مثل الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم. وبدأ الاستنفار الدولي لإنتاج لقاح يؤتي ثماره مع وضع خريطة لتسلسل الفيروس الجيني في كندا، ثالث بلد من حيث عدد الإصابات إذ سجلت فيه 214 إصابة. وفي بريطانيا، أعلن باحثون عن وضع التسلسل الجيني لسلالة الفيروس الأوروبية. كما طور البروفسور الاميركي سوريش ميتال، الأستاذ في جامعة بوردو (انديانا) لقاحاً قد يصنّع في غضون شهور. وفي حال أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتشار الوباء في شكل واسع، أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بتمديد فترة صلاحية دواء تاميفلو المستخدم لمعالجة المصابين بالفيروس الحالي من خمس سنوات الى سبع سنوات، واعتماده لمعالجة الأطفال والحوامل. وقررت 13 دولة آسيوية، هي بلدان رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والصين واليابان وكوريا الجنوبية، «زيادة» مخزونها من الأدوية المضادة للفيروسات تحسباً لانتشار واسع للفيروس. وانتقدت الأممالمتحدة فرض الحجر الصحي في بعض البلدان بناء على جنسية الأشخاص، معتبرة أن هذه المعايير «تمييزية في شكل واضح»، ونددت بعزل دول لمكسيكيين لا يعانون من أي أعراض أو كانوا خارج بلادهم خلال الأسابيع الماضية. وإزاء انتقادات المكسيك بهذا الصدد، بررت الصين إجراءاتها بالسعي لتجنّب «عواقب كارثية»، ومنع انتشار الفيروس في آسيا التي تعتبر المنطقة الأقل إصابة به. وفي هونغ كونغ أفرجت السلطات عن حوالى 300 من نزلاء فندق وطاقم عمله، بعد أن فرضت عليهم حجراً صحياً لمدة أسبوع. وأعلنت روسيا تخفيف الحظر المفروض على منتجات الخنزير بالنسبة لعدد من الولايات الأميركية. وأفادت أنها تدرس إمكان تطبيق قرار مماثل حيال مناطق اسبانية لم يطاولها الفيروس، لكنها أبقت على حظر الاستيراد من المكسيك.