سيول – رويترز، يو بي آي - أعلنت كوريا الشمالية أمس انها لن تجري محادثات مع جارتها كوريا الجنوبية لأنها «لطخت» كرامة بيونغيانغ. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أمس عن الناطق باسم لجنة التوحيد السلمي قوله لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أنه «ببساطة، لا حاجة حتى للنظر في عقد محادثات بين الشمال وكوريا الجنوبية ما دامت مجموعة (الرئيس) لي ميونغ باك تحاول علناً تشويه اسم جمهوريتنا». واتهم الناطق سيول بأنها تشن حملة معادية ضد الشمال بادعائها بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان لا أساس لها من الصحة. وزاد: «تدين اللجنة بشدة حملة مجموعة لي ميونغ بانك وتعتبرها خطرة ومرفوضة وبمثابة استفزاز سياسي، ولن تجني من هذه المواجهة إلا نهاية بائسة». ويتزامن هذا التصريح مع تقارير عن محاولات بين الشمال والجنوب لتحديد موعد لاستئناف المحادثات التي بدأت في مدينة كيسونغ الحدودية في 21 نيسان (أبريل) الماضي. وكان الشطر الشمالي رفض عرضاً من الولاياتالمتحدة لإجراء محادثات، معتبراً انه من غير المجدي التحدث مع إدارة الرئيس باراك أوباما نظراً لأن «سياستها العدائية» لم تترك أمامها خياراً سوى تعزيز ردعه النووي. وأوفدت الولاياتالمتحدة مبعوثها الى كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث الى آسيا الأسبوع الماضي، لمحاولة كبح الدولة الشيوعية الكتومة بعد أن أثارت التوتر باطلاق صاروخ يمثل تحدياً قبل شهر، ثم هددت بتعزيز برنامجها للأسلحة النووية. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن ناطق باسم لجنة شؤون إعادة التوحيد الكورية الشمالية قوله: «لا توجد فرصة لمحادثات مع مجموعة الحكومة الكورية الجنوبية التي تلطخ علانية اسم جمهوريتنا وتنكر وجودنا». وتستخدم كوريا الشمالية الفقيرة والتي تواجه عزلة دولية منذ أعوام تهديدها العسكري لانتزاع تنازلات من المجتمع الدولي. وقال محللون ان الشطر الشمالي الذي فرض عليها بالفعل عقوبات من الأممالمتحدة بسبب تجربة صاروخية في تموز (يوليو) 2006 وأول تجربة نووية له بعد شهور قليلة، لا يساوره أي انزعاج في شأن فرض عقوبات أخرى. وترغب بيونغيانغ في تعزيز قدرتها التفاوضية مع الرئيس أوباما عبر سلسلة استفزازات. وكشف مسؤول كوري جنوبي قريب من الشطر الشمالي أول من أمس أن هناك نشاطاً متزايداً في موقع الاختبارات النووية المعروف في كوريا الشمالية، بما يشير الى انها تستعد لإجراء اختبار جديد. وزار وفد كوري جنوبي الشهر الماضي بيونغيانغ حيث أجرى محادثات، هي الأولى من نوعها منذ أكثر من سنة، لإطلاق موظف كوري جنوبي تحتجزه كوريا الشمالية منذ 30 آذار (مارس) الماضي، يعمل في شركة أسان هيونداي في مجمع كيسونغ الصناعي، وتتهمه بانتقاد النظام في بيونغيانغ ومحاولته إغراء عاملة كورية شمالية للجوء إلى الجنوب الرأسمالي. ولم توضح السلطات الكورية الجنوبية ما إذا كان العامل المعتقل انتهك أي قوانين، وقالت مصادر إن المشكلة ربما كانت شخصية أكثر منها سياسية. وتنصّ الاتفاقات بين الكوريتين على أنه يحق لكوريا الشمالية التحقيق وفرض غرامات وحتى طرد مواطنين كوريين جنوبيين يخرقون القوانين فيها، إلا أنه يمنع عليها محاكمتهم في أراضيها، ولكن هناك مخاوف في أن تتجاهل كوريا الشمالية هذا الاتفاق وتقدّم الموظف الى المحاكمة.