هل يتسبب الخلاف والدين على حضانة طفليهما بأزمة ديبلوماسية بين لبنانوأستراليا؟ المسألة لا تزال في شقها الأمني، على خلفية محاولة الأم الإسترالية سالي فولكنر استرجاع طفليها ليالا علي الأمين ( 6 سنوات) وشقيقها نوح (4 سنوات) في عملية خطف جرت في احد احياء ضاحية بيروت الجنوبية بينما كانا بصحبة جدتهما والعاملة المنزلية لديها اول من امس، وكان برفقة الأم فريق عمل تلفزيوني مؤلف من 3 استراليين ولبناني واحد. وجرى توقيف الجميع لاحقاً من السلطات الأمنية اللبنانية واسترجاع الطفلين. وكانت خطة خطف الطفلين تقضي، في حال نجاحها، بإخراج الطفلين من لبنان بحراً بواسطة يخت رسا في فندق ال «موفمبيك» تمهيداً لنقلهما إلى قبرص ومنها الى أستراليا. وأوقفت القوى الأمنية اللبنانية فريق البرنامج التلفزيوني «60 دقيقة» فيما كان يحاول تصوير عملية ارجاع الطفلين الى والدتهما. ويتألف الفريق من سائق لبناني والمنتجة تارا براون وستيفن رايس ومصور حاولوا تصوير عملية إرجاع ليالا ونوح بعدما ادعت أمهما أن والدهما علي الأمين خطفهما، إذ ادعى أنه كان يريد «قضاء العطلة مع طفليه في بيروت ولكنه رفض اعادتهما الى استراليا». ويعود الفريق الأسترالي الى محطة تلفزيونية متخصصة بإنقاذ الأطفال المخطوفين. وأثارت عملية الخطف تغطية اعلامية واسعة تحدث خلالها الأهل، لا سيما الجدة التي قالت انها تعرضت لضربة على رأسها، وبثت لقطات لعملية الخطف رصدتها كاميرات كانت متواجدة في مكان الحادث. وتمكنت قوى الأمن بعد 24 ساعة على الخطف من تحديد مكان الفريق وأوقفت افراده. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عبر حسابها على موقع «تويتر» ان شعبة المعلومات أوقفت 3 أشخاص من الجنسية الأسترالية مشتبه بهم بخطف الولدين ليالا ونوح الأمين. ولاحقاً قال وزير الداخلية نهاد المشنوق، قبيل جلسة مجلس الوزراء إن «الفريق الأسترالي التلفزيوني متواطئ في خطف الطفلين»، معتبراً أن هذه «مسألة ديبلوماسية»، فيما شدد وزير الخارجية جبران باسيل قبيل الجلسة ايضاً على «أننا سنتصرف وفق الأصول». وأكدت الدولة الأسترالية لاحقاً «احتجاز الفريق الإعلامي في بيروت خلال تصويره برنامجاً تلفزيونياً». وأوضحت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في بيان ان «وزارة الخارجية على اتصال مع القناة التاسعة بخصوص معلومات مفادها بأن فريقاً تلفزيونيا استرالياً احتجز في لبنان». وأضافت: «نسعى في شكل حثيث لتحديد مكان تواجدهم والتأكد من انهم بخير وعرضنا كل مساعدة قنصلية ممكنة». وزار السفير الأسترالي لدى لبنان غلين مايلز يرافقه ضابط الارتباط لدى السفارة ماركو دوكمانوفيك المدير العام لقوى الأمن الداخلي إبراهيم بصبوص. وذكرت وسائل اعلام استرالية ان «فريقاً من القناة التاسعة احتجز فيما كان يصور عملية استعادة ام استرالية طفليها بمساعدة وكالة متخصصة في هذا المجال بعد امتناع الوالد عن اعادتهما اليها اثر انتهاء عطلة لهما في لبنان. ولن نعطي توضيحات اخرى، ونعمل مع السلطات لكي يتم الإفراج عنهم ويعودوا الى البلاد في اسرع وقت ممكن». وقال مصدر امني لبناني ل «الحياة» ان سائق الفان الذي جرى بواسطته خطف الطفلين متواطئ مع الأم اذ وجدت الأم والطفلان في مكان قريب من منزله في محلة الطريق الجديدة. وأكد المصدر ان الأم الأسترالية لم تقصد سفارة بلادها بعد خطف الطفلين، بل اتصلت بوالد طفليها وأبلغته أن الطفلين معها. وأشار المصدر الأمني إلى أنه جرى توقيف الأم ومعها طفلاها اللذان سلما لاحقاً الى والدهما، كما جرى توقيف صاحب اليخت الذي كان يرسو قبالة فندق «موفمبيك». ونقل الجميع الى فصيلة الحدث، تمهيداً للتحقيق. وأكدت مصادر أمنية أن الأمين الأب كان يرسل اموال نفقة الى ولديه وأمهما أثناء وجودهم في أستراليا وأنه طلب أن يحضر الولدين الى بيروت لقضاء عطلة معه ويعيدهما لاحقاً إلى أمهما، إلا أنه لم يفعل بل أوقف النفقة التي كان يرسلها إلى الأم أيضاً.