أعلن الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أمس، ان قواته قتلت الأسبوع الماضي، قائد مقاتلي حركة «طالبان» في ولاية قندهار (جنوب) الملا زرغاي، فيما ردت الحركة على دعوة المجلس القبلي الموسع (الجيرغا) الذي اختتم أعماله في كابول بإطلاق أربعة صواريخ على قاعدة للحلف في قندهار، ما أسفر عن جرح بضعة أشخاص. وأعلن الحلف ان زرغاي «اكتسب نفوذه من خلال حملات عنف وتخويف وتنظيم عمليات خطف وإعدام موظفين وزعماء قبائل»، مشيراً الى انه سقط مع مساعده حاج أمير في إقليم بنجواي. وبعد ثلاثة أيام من المداولات، شددت «الجيرغا» على أن أي مصالحة وطنية أو عملية سلام يجب أن تحافظ على الإنجازات السياسية والدستورية التي حققتها أفغانستان «ما يحتم رفض أي شروط مسبقة لتحقيق المصالحة». وفشلت «الجيرغا» في إقرار عفو شامل عن سجناء «طالبان» و»الحزب الإسلامي» كبادرة حسن نية، علماً أن الرئيس حميد كارزاي وعد في كلمته الافتتاحية الأربعاء الماضي، بالإفراج عن متمردين معتقلين في سجون أفغانية أو أخرى تديرها القوات الأميركية والأجنبية في أفغانستان، كبادرة لتعزيز عملية المصالحة الوطنية. ووعد الرئيس السابق رئيس «الجيرغا» برهان الدين رباني في كلمة ألقاها أمام ممثلي القبائل بقبول كل الاقتراحات «الشرعية» ل «طالبان» من دون ان يحددها، شرط قبول الحركة إلقاء السلاح والاعتراف بالدستور، لكنه لم يتطرق على غرار كارزاي إلى مستقبل القوات الأجنبية في أفغانستان. وأكد رباني وأعضاء «الجيرغا» ضرورة تخلي «طالبان» عن دعم تنظيم «القاعدة» والمقاتلين الأجانب قبل أي مصالحة في أفغانستان، فيما أعلن وزير التعليم فاروق وردك الذي رأس اللجنة التحضيرية ل «الجيرغا» أن قراراتها ستُعرض على مؤتمر الدول المانحة في كابول الشهر المقبل، للحصول على دعم دولي. وأوضح أن العمل جار داخل الحكومة لفتح ملفات الفساد ومحاسبة الشخصيات الرسمية المتورطة. وشكر البيان الختامي ل «الجيرغا» السعودية وتركيا لجهودهما من اجل دفع السلام في أفغانستان، فيما لم يشمل ذلك دول الجوار. وشن عبد رب الرسول سياف المقرب من كارزاي وأحد صنّاع السياسة في كابول، هجوماً على «طالبان» ومن يدعمها في إشارة الى إسلام آباد، معتبراً أعمال الحركة امتداداً لما نفذته الاستخبارات «السوفياتية» في أفغانستان. ولفت غياب رئيس البرلمان الأفغاني يونس قانوني عن الجلسة الختامية، ما عكس خلافه مع حكومة كارزاي.