أكدت وكيلة جامعة الفيصل للتطوير والعلاقات الخارجية الأميرة مها بنت مشاري بن عبدالعزيز أن خريجي كليات الطب أربعة آلاف كل عام، ويعانون انعدام عدد كاف من المستشفيات، إذ توجد 30 كلية طب من دون مستشفى تعليمي. وعلى هامش المؤتمر السعودي الدولي للتعليم الطبي في نسخته الخامسة، قالت الأميرة مها إن المؤتمر سيبحث المواضيع الأساسية والمهارية للمتدربين والعاملين في القطاع الصحي، ويشمل ذلك طلاب الطب والمتدربين مروراً بالاختصاصيين وصولاً للأطباء الاستشاريين. وأبانت الأميرة مها أن المؤتمر السعودي سيقدم برنامجاً علمياً مميزاً لتلبية الحاجات ذات الصلة بالممارسات الطبية للكوادر الصحية الوطنية، كالمعرفة الطبية، والمهارات البحثية والقيادية، ومهارات التواصل الفعّال من المرضى وذويهم خصوصاً ومع المجتمع شرائح المجتمع وأطيافه عموماً. وأضافت: «المميز في النسخة الخامسة من المؤتمر تركيزه على التدريب السريري للمرحلتين الجامعية والدراسات العليا لاستكشاف آفاق تطوير هذه المراحل الحساسة والمهمة من الدورة التعليمية في كليات الطب، خلافاً للنسخ السابقة التي ركزت على طلاب البكالوريوس وتعليم العلوم الأساسية». وفي ما يتعلق بالمعوّقات التي ينبغي للمؤتمرات العناية بها، قالت الأميرة مها إن العملية التعليمية تتطلب طالباً، ومؤسسة تعليمية مجهزة على أعلى مستوى، وأعضاء هيئة التدريس، وثمة معوقات أمام كليات الطب وطلابها، تتمثل في عدم وجود عضو هيئة التدريس المميز ووجوده مدة أطول مع الطلاب، إذ يبلغ عدد خرجي كليات الطب أربعة آلاف خريج كل عام، وجود المستشفيات خارج المدن الرئيسة في المملكة، وانعدام عدد كاف من المستشفيات التعليمية، إذ يوجد 30 كلية طب ليس عندها مستشفى تعليمي. ويعد المؤتمر الذي يستضيفه جامعة الفيصل الأسبوع الجاري، بالتزامن مع اكتمال مسيرة عشرة أعوام لجامعة الفيصل التجمع الأكبر لأساتذة الجامعات والأطباء وخبراء التعليم الطبي، والعاملين في المهن الصحية والطبية، ويحضره ألف مشارك من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، و54 متحدثاً من داخل المملكة وخارجها، يتبادلون الخبرات تحت سقف واحد في ضيافة جامعة الفيصل، ويقدمون بحوثهم ودراساتهم في مجال التعليم الطبي والتدريب الإكلينيكي، ويصاحب المؤتمر معرض متخصص في المجال. من جانبه، قال وكيل الجامعة للشؤون المالية والإدارية عميد كلية الطب خالد القطان، إن المؤتمر سيعقد بمشاركة أصحاب القرار الدوليين الذين باستطاعتهم تبادل خبراتهم وتجاربهم الوطنية والدولية، ومما يضفي لمسة مختلفة لحدث هذا العام مشاركة عدد من أعضاء هيئة التدريس في المجال الطبي والباحثين المشاركين في المجلات العلمية الرائدة في المجال، فضلاً عن مشاركة العديد من المعاهد والجامعات المرموقة العالمية المتخصصة بالعلوم الطبية. واستطرد القطان: «لكون الطلاب الركيزة الأساسية في العملية التعليمية وجمهورها الأساسي والأهم، خصصت اللجنة العلمية للمؤتمر العديد من الندوات لهم، بحيث تكون منبراً ينطلق منه الطلاب لطرح آرائهم وأفكارهم ومناقشتها مع أصحاب القرار وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والمهتمين بالتعليم الطبي، وتشارك في هذه الندوات العديد من الوفود الطلابية من جامعات المملكة». ولفت إلى أنه تم تحديد وقت المؤتمر بعناية، تمثلت في تزامنه مع مؤتمر الكلية الأميركية للأطباء في السعودية، ويعقد أيضاً قبيل المعرض والمنتدى الدولي للتعليم «تعليم»، الذي يجمع رواد التعليم من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم، وسيتيح هذا التوقيت لكل ضيوف المؤتمر المشاركة في هذين الحدثين المهمين. وأوضح أن من الأحداث المهمة المتزامنة مع المؤتمر الاجتماع ال33 لعمداء كليات الطب في المملكة ودوّل الخليج، وأن الجامعة تستضيف خلال المؤتمر مديري برامج التخصص والزمالة، خصوصاً من شركاء جامعة الفيصل، في كل من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومستشفى قوى الأمن ومدينة الملك سعود الطبية. ورداً على سؤال حول تقويمه لواقع التعليم الطبي في المملكة ومعوقاته، أجاب قطان بأن مستوى الخريج يقوم بتقويم عام، وآخر مقارن، والهيئة السعودية للاعتماد والتقييم هي التي تشرف على مستوى الطالب، «لذلك فمن المفضل في هذا المجال المقاييس الموحدة العالمية، وجامعة القصيم تقوم بعمل تقويم مرتين سنوياً». وحول تقويمه للمؤتمرات السابقة، رأى قطان أن هذا المؤتمر من الجمعية العلمية السعودية للتعليم الطبي، التي لها أهداف، منها رفع مستوى التعليم الطبي، ورفع مستوى الطبيب المتخرج، «نرصد أهداف المؤتمر، وتخرج من المؤتمر توصيات يشرف عليها عمداء كليات الطب في المملكة، وعمداء كليات الطب في المملكة والخليج، وسيكون هناك اجتماع للجمعية السعودية للتعليم الطبي تنشر فيه نتائج وتوصيات ورش العمل».