تواصلت فعاليات المهرجان الزراعي الأول في منطقة تبوك، وسط حضور كثيف من الزوار تجاوز ألف زائر، ولم يقتصر الحضور على المهتمين بالشأن الزراعي من مؤسسات وأفراد، بل امتد إلى الأطفال والنساء الذين شاهدوا الكثير من العروض سواء الشعبية أو غيرها من الفعاليات التراثية التي صاحبت المهرجان في يومه الثالث على التوالي. وتم تنظيم عدد من المحاضرات والندوات تحدث فيها خبراء في المجال الزراعي من جامعات ومعاهد عدة معروفة، بحضور عدد من أصحاب المزارع والمؤسسات الزراعية. وأوضح المدير العام لإدارة تنظيم المهرجان محمد عبدالله الصبحي، أن هناك حضوراً كبيراً، خصوصاً من المزارعين، للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه التقنية الزراعية من آلات ومنتجات، ومعالجة الأمور الزراعية التي يمكن تحدث للنبات، لاسيما النخيل. وقال في حديثه ل«الحياة» إن المزارع أصبح لديه ثقافة أكبر لزيارة المعارض والمهرجانات للاستفادة منها من حيث المنتجات الزراعية، مشيراً إلى أنه تم تنظيم عدد من المحاضرات في المهرجان، واستفاد منها المزارعون. وحول مواضيع المحاضرات والندوات، قال الصبحي إن المحاضرين «تحدثوا عن سوسة النخيل الحمراء وكيفية معالجتها، وطريقة زراعة الزيتون، خصوصاً أن المنطقة هي الأشهر في زراعته»، مشيراً إلى أن هناك توجهاً لتنظيم معارض أخرى تختص بالزراعة والثروة الحيوانية في مناطق أخرى». وأشار إلى أن المهرجان سجّل حضوراً لافتاً من الكثير من المهتمين، سواء في الزراعة أم تلك التي تهم المستهلك والمنتج بشكل أساسي. من جهة أخرى، عرض عدد من المؤسسات المشاركة في المهرجان أحدث التقنيات في المجال الزراعي والحيواني، من خلال أجهزة متطورة جلبت خصيصاً لتكون «صديقة للبيئة» في السعودية، وحظيت تلك التقنيات باهتمام كبير من المزارعين والمؤسسات الزراعية، خصوصاً أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ألزمت مربي الدواجن والحيوانات باستخدامها حفاظاً على البيئة. من جهته، قال المدير العام لمؤسسة زراعيات للخدمات البيطرية صالح نزال العنزي، إن هذه التقنية تساعد على حرق الدواجن والحيوانات النافقة في مزارع تربيتها من دون رائحة أو أضرار بيئية، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً في هذا الصدد مع وزارة الزراعة ومصلحة الأرصاد، وبخاصة أن هذه التقنية أصبحت صديقة للبيئة بعد إجازتها من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. كما حظي المهرجان بمشاركة فعالة من المهتمين بالفروسية في منطقة تبوك، إذ شاركت مدرسة عاصي لتعليم الفروسية بجناح خاص جذب الزوار من خلال العروض الشعبية والفروسية التي تشارك في الخيمة التي نظمتها المدرسة للزوار. وكان أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز دشن أول من أمس، فعاليات المهرجان الزراعي الأول، بحضور عدد من المسؤولين، وبمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، إذ تشارك فيه المئات من المؤسسات الزراعية التي عرضت محاصيلها الزراعية، وذلك في أكبر تجمع للمزارعين في المنطقة. أكد أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أن تبوك جزء من المنظومة الزراعية التي بدأت منذ 30 سنة، وهي تمثل دفعة هائلة للوضع الزراعي الصحيح. وقال خلال تسليمه جائزة الأمير فهد بن سلطان للمزرعة النموذجية، إن العمل على تنمية الزراعة في المنطقة بدأ يُؤتي ثماره. وتنافست أكثر من 100 مزرعة في الحصول على الجائزة السنوية التي تنظم للمرة ال 19 في منطقة تبوك، تحت إشراف أمير المنطقة، وتلقى اهتماماً كبيراً. وشارك في الحفلة التي تُقام كل عام عدد من المؤسسات التجارية والمزارعين الذين توافدوا على مقر الحفلة، بحضور عدد من المسؤولين في القطاعات الحكومية والخاصة. وجرى خلال الحفلة عرض عدد من المشاريع الزراعية التي شهدتها منطقة تبوك خلال السنوات الماضية، وكميات الإنتاج الكبيرة التي أسهمت في سد حاجة المملكة من المحاصيل الزراعية، سواء من الفواكه والخضراوات، أو من الألبان والتمور.