أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المحادثات مع مجموعة من الحوثيين في السعودية حققت تقدماً وما زالت مستمرة على أمل تحقيق المزيد من التقدم، مبيناً أن الهدف من هذه المفاوضات هو إيجاد مخرج سياسي للأزمة اليمنية. وأوضح الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النيوزيلاندي في الرياض أمس أن المملكة لا يوجد لديها طموح في اليمن، مؤكداً أنها تسعى إلى ما فيه فائدة ومصلحة شعب اليمن، وأضاف: «نبحث الآن وسائل لتهدئة الأمور، استطعنا أن نصل الى التهدئة على المناطق الحدودية، والآن نعمل على تقريب المواقف بين الأطراف اليمنية على أساس أن تكون المحادثات يمنية – يمنية، ونرحب بموافقة الأطراف على عقد المفاوضات في الكويت الشهر الجاري». وعبّر الجبير عن أمله في أن تصل هذه المفاوضات إلى حل يؤدي إلى الاستقرار في اليمن، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ترأس أمس اجتماعاً في مقر اقامته الموقت بالرياض لهيئته الاستشارية بحضور نائبه الجديد الفريق علي محسن الاحمر ورئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وهو سياسي بارز ومنشق عن الرئيس السابق علي صالح. وقال هادي إن قراره الأخير سيكون له «أثر إيجابي في توحيد موقف الحكومة والقوى السياسية وإظهار رغبتها في تحقيق السلام وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية». وفي حين وضع قرار هادي حداً لخلافاته مع نائبه السابق خالد بحاح، يرى مراقبون أن تعيينه الفريق الأحمر نائباً له، وهو الخصم اللدود للحوثيين وصاحب النفوذ القبلي والعسكري الواسع، هو رسالة واضحة للانقلابيين مفادها أن «الحسم العسكري» سيكون الخيار الوحيد المتاح إذا فشلت مفاوضات الكويت في التوصل إلى اتفاق ينهي الانقلاب. وتزامنت التغييرات التي أجراها هادي مع قرار للجناح الذي ما زال موالياً لعلي صالح في حزب «المؤتمر الشعبي» قضى بفصل هادي وبن دغر من الحزب إلى جانب قيادات أخرى موالية للجناح الذي يتزعمه هادي في الحزب وهم الشيخ القبلي البارز وعضو البرلمان محمد بن ناجي الشايف ونائب رئيس الوزراء الأسبق رشاد العليمي ونائب رئيس البرلمان محمد علي الشدادي. من جهة اخرى، أصدرت أحزاب وتنظيمات سياسية يمنية بياناً أعلنت فيه تأييدها لقرارات الرئيس هادي، وهذه الأحزاب هي: المؤتمر الشعبي العام والحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري وحزب الرشاد اليمني وحزب العدالة والبناء وحزب التضامن الوطني وحركة النهضة للتغيير السلمي وحزب السلم والتنمية. كما أكدت الأحزاب رفض الانقلاب والعمل على استعادة الدولة وإنهاء الحرب وتعزيز الوحدة الوطنية وإعادة الإعمار وصولاً إلى بناء الدولة الاتحادية المدنية الديموقراطية الحديثة المستندة إلى قيم الجمهورية ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية. وجددت «تقديرها وشكرها العميق لدول التحالف العربي بقيادة المملكة الشقيقة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والإمارات على موقفهم الداعم والمستمر في مساندة الشعب اليمني وقيادته السياسية وحكومته الوطنية من أجل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وإعادة الإعمار». من جانب آخر، اعتبر القيادي الحوثي السابق علي البخيتي أن قرارات هادي هي أفضل ما اتخذه منذ مغادرته اليمن بعد سيطرة الحوثيين على عدن، وقال أن علي محسن الأحمر يمكن الاتفاق معه على تسوية سياسية، فكما هو رجل حرب هو كذلك رجل سياسة وصفقات وتسويات تصنع السلام. ميدانياً، شن طيران التحالف أمس غارات كثيفة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مناطق متفرقة من محافظة تعز كما جدد للمرة الأولى منذ سريان التهدئة على الحدود مع السعودية استهداف مواقع ومعسكرات للحوثيين في محافظة صعدة حيث معقلهم الرئيس، وذلك في ظل أنباء عن خرق الحوثيين وقوات صالح للتهدئة على رغم استمرار لقاءات وفد الجماعة مع المسؤولين السعوديين في الرياض. وفي تعز استمرت المعارك بين المتمردين وبين قوات الجيش الوطني والمقاومة في محيط المدينة وأريافها، وقالت مصادر المقاومة والجيش إن قواتهما أفشلت هجوماً للحوثيين وقوات صالح شرق المدينة. وأفادت المصادر بأن طيران التحالف شن غارات كثيفة على مواقع المتمردين وتجمعاتهم في أكثر من جبهة، واستهدفت الغارات تجمعاتهم في مناطق متفرقة من مديرية الوازعية غرب تعز ودمرت عدداً من آلياتهم ومخازن أسلحة. الى ذلك (أب) أصدر سلاح البحرية الأميركية بياناً أمس ذكر فيه انه استولى في 28 آذار (مارس) الماضي على شحنة أسلحة في بحر العرب كانت مخبأة على متن مركب شراعي، آتية من إيران الى الحوثيين في اليمن. وتم إطلاق من كانوا على متن المركب بعد مصادرة شحنة الأسلحة التي كانت تضم 1500 رشاش من طراز كلاشنيكوف و200 قاذفة صواريخ ورشاشات.