ليست الأكلات الشعبية وتقاليد المناطق وحدها التي تستحق إقامة المهرجانات الخاصة، إذ يوجد هناك ما يفوقها من ناحية الجماهيرية، ولا يكاد يختلف عليه اثنان، وعلى رغم ذلك لم يلتفت الكثيرون لفاكهة الصيف، التي يتهافت عليها الناس في كل عام ما أن يشاهدوها مرصوصة على قارعة أي طريق اشتهر بكثرة مرتاديه، إلى أن جاءت محافظة وادي الدواسر لترد للبطيخ «الحبحب» اعتباره، وتهبه فرصة إثبات أهميته الاجتماعية والاقتصادية، في افتتاح مهرجانه الأول في سوق تعد الأكبر في دول الخليج. وكان محافظ وادي الدواسر منصور العرفج دشن انطلاقة فعاليات مهرجان الحبحب الأول بحضور نائب المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار في منطقة الرياض محمد العنزي، ليستقطب التجار والمستثمرين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، ما جعل مبيعاته تصل إلى أرقام تجاوزت بمراحل كبيرة الأعوام الماضية، وترتفع نسبة إشغال الفنادق والشقق السكنية وسيارات النقل في المحافظة، ما أكد الصورة الحقيقية للحبحب بأنه الفاكهة الصيفية الأولى لدى الكثيرين. وأوضح رئيس المجلس التنفيذي في الغرفة التجارية الصناعية في وادي الدواسر عبدالرحمن المسيب أن المحافظة تنعم بمقومات زراعية وتجارية ونهضة عمرانية، وتنوع تضاريسي جعل الجميع يراهن على نجاح برامجها السياحية، لخلق فرص عمل جديدة وتطوير المجتمع وتثقيفه، مشيراً إلى أن التنمية الزراعية تعتبر أهم المصادر التي تعتمد عليها الأمم في أمنها الغذائي وتنمية مجتمعاتها وتأمين الاستقرار لشعوبها. وأضاف أن لجنة برامج المهرجان أعدت الكثير من الفعاليات المميزة والمتنوعة التي لامست مختلف شرائح المجتمع، وجد معها المثقف والتاجر والبائع وكبير السن والشاب والطفل مبتغاه، إذ أقيمت من الساعة الخامسة مساء حتى التاسعة وشملت المعارض والمحاضرات والندوات والأمسيات، واستضافة عدد من الشخصيات، إضافة للبرامج الخاصة، وتخللها تسجيل حلقات خاصة من برنامج مواهب وأفكار، ومسابقات وسحوبات اليومية، بحضور كثيف من نزلاء مركز التأهيل الشامل في وادي الدواسر. من جانبه، ذكر المدير العام للزراعة في المحافظة المهندس محمد بن ذيب أن حجم تجارة وإنتاج الحبحب لهذا العام نحو 55 مليون ريال، وتجاوزت المساحات المزروعة بهذه الفاكهة أكثر من 2400 هكتار، مشيراً إلى أنه كان يصل إلى السوق يومياً 750 سيارة من المزارع، وإنتاج الموسم نحو 72 ألف طن، ليواكب أهم المنتجات الزراعية مثل القمح والبطاطس، والتمور، ومتفوقاً على منتجات الأعلاف والخضراوات والفواكه الأخرى. وأضاف أن المهرجان نقل الصورة الحقيقية لهذا المنتج، خصوصاً في أرض الوادي التي تتمتع بميزات خاصة مثل الأسمدة العضوية، التي جعلت من حبحب وادي الدواسر الطعم والحجم والإنتاج الأول بين مختلف المناطق، إضافة إلى الفائدة الغذائية التي تعود على صحة متناوليه.