واشنطن - أ ف ب - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لن يوافق على استقالة وزير الخزانة تيموثي غايتنر إذا ما اقترح الأخير تقديمها. وأشار في مقابلة مع الشبكة التلفزيونية الأميركية «سي بي أس» إلى انه لم يسبق له أو لغايتنر ان تحدثا عن هذا الاحتمال، لكنه أقر بأن «الانتقاد طبيعي» لخططه الاقتصادية في ظل الأزمتين المالية والاقتصادية. وأوجزت الشبكة التلفزيونية الأميركية في بيان بعضاً من تصريحات أوباما خلال المقابلة المطولة التي أجرتها معه ضمن برنامج «60 دقيقة» الذي بُث أمس. وأقر الرئيس من جهة أخرى بأنه في حاجة إلى دعم «وول ستريت» لخطته الرامية إلى تخليص المصارف من أصولها الرديئة، وهي خطة ينوي كشف النقاب عنها الأسبوع المقبل، في وقت لا تزال الأزمة المالية تحصد مزيداً من الضحايا، من مؤسسات وأفراد، في قطاعي المال والاقتصاد. وانتقد أوباما كبار المسؤولين في «وول ستريت» معتبراً انهم «بحاجة إلى قضاء بعض الوقت خارج نيويورك، فإذا ذهبوا إلى داكوتا الشمالية أو أيوا أو أركنساس، حيث يبذل الناس جهوداً لكسب 75 ألف دولار في السنة من دون أي مكافآت، أظن أنهم سيدركون لماذا يشعر الناس بالغضب» من المكافآت السخية التي نالها المسؤولون في القطاع المالي. وفي ما يتعلق بحملة الانتقادات التي تتعرض لها مجموعة التأمين الأميركية «أي آي جي»، أوردت صحيفة «هارتفورد كورانت» الأميركية، ان المجموعة دفعت هذه السنة 218 مليون دولار مكافآت لمسؤولين عن نشاطاتها المالية، على رغم الخسائر التاريخية التي مُنيت بها السنة الماضية، أي بزيادة 53 مليون دولار عن المبلغ المعلن. وأكدت الصحيفة ان المجموعة أبلغت وزير العدل في ولاية كونيتيكت ريتشارد بلومنتال بهذه الأرقام الجديدة، من دون إعطاء مزيد من الإيضاحات. ويوجد في هذه الولاية مقر أحد فروع المجموعة. وأشارت معلومات سابقة إلى ان إجمالي هذه المكافآت بلغ 165 مليون دولار، إذ حصل ستة من كوادر المجموعة على مكافآت تزيد على أربعة ملايين دولار لكل منهم، وحصل 66 آخرون على مليون دولار لكل منهم. لكن بلومنتال أكد ان «هذه الأرقام أعلى» من تلك التي أُعلنت سابقاً، كما نقلت عنه الصحيفة التي أوضحت ان حاكم كونيتيكت الجمهوري جودي ريل قال ان الموظف الكبير في المجموعة دوغلاس بولينغ تلقى 6.4 مليون دولار، وهي أكبر مكافأة دفعتها المجموعة، لكنه سيعيد هذا المبلغ بناء على طلبها. وأثارت المكافآت التي دفعتها «أي آي جي» فضيحة مدوية في الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي قدمت واشنطن للمجموعة 170 بليون دولار لإنقاذها من الإفلاس في سياق الأزمة الاقتصادية الحالية. ودفعت هذه المسألة الكونغرس إلى اعتماد مشروع قانون يفرض 90 في المئة ضريبة على المكافآت السخية التي تمنحها شركات مستفيدة من خطة الإنقاذ الاقتصادي الكبرى. وأول من أمس نظم 50 عضواً في حزب صغير في كونيتيكت جولة احتجاج بالسيارات أطلق عليها «أسلوب حياة الأثرياء والسفلة» قادتهم من مقر «أي آي جي» إلى الفيلات الفخمة لبعض مسؤولي المجموعة، وذلك احتجاجاً على منح هذه المكافآت. وكتب هؤلاء في رسالة مفتوحة إلى مسؤولي المجموعة ان هذا المبلغ «ربما لا يمثل كثيراً لأي آي جي وقادتها. لكنه مبلغ ضخم بالنسبة لعائلات كونيتيكت التي تكافح للحصول على لقمة العيش».