أكد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أمس، أن المرأة السعودية هيلة القصير (45 عاما) التي اوقفتها السلطات الأمنية السعودية في اطار تفكيك ثلاث خلايا إرهابية في آذار (مارس) الماضي بعدما ثبت تورطها في دعم الارهابيين بالمال والعناصر النسائية، هي من عناصره الناشطين، ودعا انصاره في السعودية إلى خطف الأمراء والوزراء والأجانب رداً على اعتقالها. وقالت مصادر امنية مطلعة ل «الحياة» أمس، أن القصير التي تبنت «القاعدة» قضيتها امس على لسان المطلوب سعيد الشهري، الرجل الثاني في التنظيم في اليمن، اعتُقلت في أحد المنازل بحي الخبيبية في محافظة بريدة بمنطقة القصيم (400 كيلو متر شمال الرياض)، وأن المرأة المكناة ب «أم الرباب» توارت عن انظار أسرتها منذ أكثر من سبعة أشهر، وكانت تتنقل بين بعض المزارع التي تؤوي المطلوبين، وأحياناً في الأسواق النسائية المغلقة حيث تجمع التبرعات وتحرض النسوة على الانضمام الى «القاعدة». واضافت المصادر إن الأجهزة الأمنية تابعت تحركات القصير ورصدت زيارتها إلى أسرة أحد المشتبه بهم، فتم دهم المنزل وضبطت فيه أسلحة ومبالغ مالية، ثم انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مزرعة المشتبه به وعثرت على أسلحة مخبأة تحت الأرض، ونقلت القصير إلى سجن «الحائر» في الرياض مع مطلوبين آخرين للتحقيق معهم. وتشير المصادر إلى أن هيلة القصير، متزوجة من عبدالكريم الحميد المعتقل منذ ستة أعوام في السجون السعودية، ثم تزوجت أحد طلابه، وهو المطلوب لدى الجهات الأمنية محمد الوكيل الذي قتل في اشتباك حي التعاون 2005، وأنجبت منه طفلة (الرباب)، ثم اقترنت بشخص آخر قبل فترة قصيرة من القبض عليها. وأضافت المصادر: «ان أسرتها أبلغت الجهات الأمنية عن تواريها منذ قرابة سبعة أشهر، من دون علمهم، وإن المتورط في اختفائها على ما يبدو عناصر من أسرتها». ولفتت المصادر إلى أن المرأة قامت بأدوار لوجيستية منها تجنيد السعوديات في إحد الأسواق النسائية المغلقة، وجمع مبالغ مالية تجاوزت 500 ألف دولار. وأشارت إلى أن المرأة صدقت اعترافاتها شرعاً لدى الجهات المعنية في الرياض، بعد اعترافها بالأعمال التي قامت بها أو ساهمت فيها. وكان الشهري دعا امس في تسجيل صوتي بثته مواقع على علاقة ب «القاعدة» مؤيدي التنظيمات الإرهابية إلى خطف الأمراء والوزراء والمسيحيين في السعودية، رداً على اعتقال القصير. وقال الشهري وكنيته «أبو سفيان الأزدي»: «يا أهل الإسلام في ارض الجزيرة وغيرها عامة، أعدوا بكل ما تستطيعونه من قوة واحرصوا على جمع المعلومات والأموال وتشكيل خلايا عملية تقوم بخطف الأمراء وكبار مسؤوليهم من وزراء وضباط»، كما خاطب عناصر التنظيم في السعودية: «نقول لجنودنا عليكم بعمليات الخطف لفك الأسرى». وأكد الشهري في الرسالة التي تحمل عنوان «فكوا العاني» انه تم اعتقال الأخت هيلة القصير في مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم في (شمال العاصمة السعودية)، من دون أن يحدد تاريخاً لذلك.