لابد من المثابرة وبذل المزيد من الجهد والإخلاص في العمل لإثبات الوجود، وكذلك الحرص على التدريب والتطوير والتعلم لتتقن فن الإدارة، وتبدأ صعود السلم الوظيفي بخطى ثابتة، وليس مثل البعض تُعطى لهم السُلطة على طبق من ذهب، ولا يستغلونها جيداً، بل المركزية والتسلط وعدم الثقة والتكبر والظلم شعارهم، والأخذ من طرف واحد دون الاستماع لرأي جميع الأطراف والأخذ بمشورتهم، فهنا يكون الفرق في العمل الإداري المتكامل بين الصواب والخطأ، بين حفظ الأمانات وأدائها والتلاعب غير المشروع، بين الزيف والواقع. إن إدارة العمل فن يفقده الكثيرون، وذلك بوضع الأعمال المطلوبة في محلها بإدارة العمل بشكل صحيح ومتناسب، بالتحفيز والمتابعة والتدقيق والعمل بصدق وأمانة، والثواب والعقاب، والمساواة بين الموظفين والمسؤولين، وعمل كل إدارة وقسم بنظام الفريق الواحد «المجموعة»، ومشاركة مشرف التوجيه فريق عمله، ولكن داء الغيرة الموجود لدى البعض «أعداء النجاح» أحياناً يكون محبطاً الكثيرين، إذ يبدؤون بوضع العراقيل القاتلة أمام الناجحين في العمل لإزاحتهم عن الطريق، فصديق الأمس عدو اليوم، لأنك نصُبت بوظيفة مسؤول أو مدير، فإن لم تكن في صفهم تكون ضدهم. إن الإداري الناجح في فن الإدارة، هو الذي يعرف كيف يكسب أصحاب العقول النيرة ويساير أصحاب العقول الفارغة، حتى مع فرض رأي الصواب، وعدم وضع دخلاء في إدارته أو السماح لأصحاب العقول المجوفة لفرض رأيهم أو السيطرة عليه، بل عليه إقناعهم بطرق العمل الصحيح وآليته التي يقوم عليها ومسايرتهم، والتوضيح بلباقة وبشكل غير مباشر أن عهد المصالح والتلاعب انتهى، وأن التجديد مطلوب، وانه لا مجال في العمل للي الذراع، فالبدلاء موجودون في سوق العمل بكثرة، خصوصاً في القطاع الخاص، إذ يكون المطلوب الإنتاجية وطرق العمل الصحيحة وعدم الكلفة والمحسوبية، لان البدائل موجودة وتأمينهم سريع، فإن كنت ممن يعارضون، أو أن توجهك غير سليم، أو الغيرة وحب السلطة تطغيان عليك، فالنصيحة أن تغير سلوكك، لأنك طرق المصالح قصيرة، وان الحفر والدفن ولى زمانه، فعندما يكون عقلك في راحة وتكون إنساناً واقعياً يكون من السهل عليك تقبل الحقائق وكسب كثير من الأصدقاء، وتكون بيئة العمل صحية وسلمية، وتقبل الأمور بصدر رحب... «إن أصحاب العقول في راحة».