أظهر شريط فيديو على «يوتيوب» منسوب إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في سورية، مجموعة من السعوديين من بينهم «مفتي» التنظيم السعودي عثمان آل نازح وشقيقه خالد، وملثم آخر يمزقون جوازات سفرهم السعودية، فيما هدد فهد الحارثي بالعودة إلى أرض الجزيرة العربية ووضع بصمة لعناصر «داعش» فيها. وأوضح أحد عناصر تنظيم «داعش» - وهو منذر الزعبي وكنيتاه «أبوغادة المهاجر» و«أبوغادة الزعبي» - في المقطع المرئي ومدته ثلاث دقائق، أن تمزيق جواز السفر رسالة إلى السعودية، وكان خلفهم مجموعة من الأشخاص يطلقون الرصاص في الهواء تعبيراً عن فرحتهم بما فعلوه، ويمزقون جوازاتهم. وألقى أحد عناصر «داعش» الذين تجمعوا من أجل بث الرسالة، الشعر، وأنشد أحدهم: «يا أرض الجزيرة على فرقاك جوية، رحلة على الشام تمحي كل أحزاني لله قد بعت نفسي صادق النية وفرق المحبين في الجنة نسيان، لا تحسبوني العقل تغويه جنية صحيح فعلي غريب بعض الأحياني». وقال فهد الحارثي، الذي كان يتحدث ومن خلفه علم «القاعدة»، إن عناصر «داعش» قادمون إلى أرض الجزيرة العربية، وسيضعون بصمة لهم، في إشارة إلى إعادة إحياء الأعمال الإرهابية من جديد في السعودية، بعد أن تمكّنت السلطات السعودية من محاصرة العناصر الإرهابية فيها وطرق تمويلهم وإحباط أكثر من 250 عملية كانت على وشك التنفيذ. وأشار الحارثي إلى أنه تبرأ من جنسيته، وقال: «بطاقة الهوية السعودية أضعها تحت قدمي»، على غرار ما فعله المطلوب في قائمة ال 26 فارس آل شويل الزهراني (قبض عليه في عسير عام 2004 ويمثل حالياً أمام القضاء الشرعي)، وأن راية الدولة الإسلامية وهو يشير بيده إلى علم تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ستمتد إلى أنحاء العالم. واستطاع مفتي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عثمان آل نازح مخادعة بعض السعوديين وتجنيدهم لدى التنظيم. وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور أحمد الموكلي ل «الحياة» إلى أن الأدبيات التي كرّسها الجيل الأول من تنظيم «القاعدة» في بداية التسعينات هي عدم الاعتراف بالدولة الوطنية أو الحدود الجغرافية، وأصبحت دولة الخلافة هي حلم هذه التنظيمات وأولها «القاعدة»، بهدف تجريد بعض الدول من كينونتها. وأضاف: «يُطلق على السعودية بلاد الحرمين أو الجزيرة العربية، واليمن جنوب الجزيرة العربية، وما تضمنه المقطع المرئي امتداد لهذه الأدبيات، التي يلجأ إليها التنظيم عادة بعد فقدان خط العودة، وذلك بعد سحب الجنسية منهم، مثل القتيل أسامة بن لادن». ولفت الموكلي إلى أن الأجيال المتلاحقة من التنظيم لجأت إلى هذه التسميات بعد قيامها بأعمال كبيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزها من رجال الأمن، كما حدث مع أحد المدرجة أسماؤهم الموقوف فارس آل شويل الزهراني. وكان مصدر ذكر ل «الحياة» في وقت سابق أن عثمان آل نازح، الذي يحمل درجة الماجستير في أصول الفقه من جامعة الملك خالد في أبها، خرج للمشاركة في القتال بسورية تاركاً زوجته وأبناءه، وكان برفقة عدد من الأشخاص من قريته (جنوب غربي السعودية)، وسبق توقيفه عاماً للاشتباه به في قضية أمنية. يذكر أن السعودية اعتمدت قائمة للجماعات الإرهابية تضم «داعش» و«النصرة» و«الإخوان» و «حزب الله» السعودي والحوثيين، وتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» وتنظيم «القاعدة في اليمن» وتنظيم «القاعدة في العراق» التي وضعت من 7 جهات حكومية، وتم تحديد عقوبة السجن من 3 إلى 20 عاماً بعد انتهاء مدة 45 يوماً لمن لم يتراجع.