استضاف قصر الفنون في القاهرة أخيراً الملتقى الدولي الثالث للكاريكاتور بمشاركة رسامين من 68 دولة، وقد نظمته «الجمعية المصرية للكاريكاتور»، و«اتحاد منظمات رسامي الكاريكاتور» (فيكو)، بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية وصندوق التنمية الثقافية، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وهيئة تنشيط السياحة، ومتحف الكاريكاتور في الفيوم. وقال مدير المُلتقى الفنان فوزي مرسي إن لجنة اختيار الأعمال انتقت 770 عملاً فنياً، ل320 رساماً، وذلك من أصل 560 رساماً تقدموا ب2982 رسماً كاريكاتورياً، للمشاركة في الملتقى الذي أُهدي هذا العام لروح الرسام عادل البطراوي. وكرّم الملتقى اثنين من رموز فن الكاريكاتور في مصر، هما: عبدالعزيز تاج ومحمد حاكم. وتناول موضوع التعليم كثيمة محورية، والموضوع الحر. وتقاسم المشاركون الكثير من الأفكار، عن التعليم وعلاقته بالأدوات والتقنيات الجديدة، وارتفاع كلفته، وعلاقة السياسات التعليمية بالواقع العملي، وكذلك دور التعليم في نهضة الشعوب والمجتمعات. وفيما غابت السياسة عن غالبية الرسوم التي عرضت ضمن إطار المواضيع الحرة، طغت مواضيع كالإرهاب والتلوث والتسامح وغيرها من الشؤون الاجتماعية. وبدا الملتقى هذا العام أكثر تنظيماً وجذباً لكثير من رسامي الكاريكاتور الأجانب، وشهد تدشين مسابقة لرسم بورتريه للفنان المصري جورج بهجوري. ونجح في الجمع بين رؤى مختلفة من الشرق والغرب، ما أتاح تنوعاً في الأفكار وفرصة لتبادل الثقافات والاهتمامات المشتركة حول هذا الفن الذي يعاني تهميشاً في بلدان العالم الثالث، إذ دائماً ما يمثل الرأي الوجيز والساخر الذي يتمتع بالقبول من فئات الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية. ويؤكد مرسي أن الملتقى الدولي الثالث شكل محاولةً لإيجاد نوع من التبادل الثقافي بين الدول. وشكّل في المقابل فرصة وتحدياً ومحرّضاً لرسامين عرب كثر على تجاوز القيود وأطر الرقابة السلطوية والذاتية لإيجاد آفاق أرحب وأكثر تحرراً لفن الكاريكاتور في البلدان العربية.