طهران، بروكسيل، برازيليا - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت إيران أمس أن فرض عقوبات جديدة عليها في مجلس الأمن بسبب برنامجها النووي، «سيقتل» اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع تركيا والبرازيل وسيؤدي إلى «مواجهة»، مؤكدة أنها لن توقف نشاطاتها الذرية «حتى إذا أُصدر مئة قرار» في هذا الشأن. وتحدث وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمام مركز البحوث الأوروبي «يوروبيان بوليسي سنتر» في بروكسيل، وأمام لجنة الشؤون الخارجية ووفد العلاقات مع إيران في البرلمان الأوروبي، كما عقد مؤتمراً صحافياً في العاصمة البلجيكية. واستبعد متقي فرض عقوبات على بلاده في مجلس الأمن، معتبراً أن حظوظ تبني مشروع القرار الذي طرحته الولاياتالمتحدة في هذا الشأن «ضئيلة جداً جداً»، كما أشار الى أن روسيا ودولاً أخرى أعضاء في المجلس تعمل على تعديل مشروع القرار. وقال إن «التحرك من خلال مجلس الأمن سيقتل هذه المبادرة (اتفاق التبادل). اعتقد أن العقوبات لن تُفرض. لا إجماع في شأنها». وأضاف: «ثمة دوماً خياران على الطاولة: خيار يستند الى التعاون، والثاني يستند الى المواجهة». واعتبر أن «الموقف الأميركي يستند الى المواجهة، بينما يستند اتفاق (التبادل) إلى التعاون». وأشار متقي الى أن طهران «اقترحت موعدين رُفضا» للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، لافتاً الى أن بلاده «لن تنتج يورانيوم مخصباً بنسبة 20 في المئة، حين لن تعود تحتاجه». وأعلن أن إيران تحتاج «الى 10 أو 15 مفاعلاً نووياً إضافياً لإنتاج الكهرباء»، مضيفاً: «يمكن لفرنسا واليابان وروسيا أو الولاياتالمتحدة، أن تكون شركاء لنا لبنائها». وشدد على «العقيدة الدفاعية في الإنتاج الحربي» لإيران، معتبراً أن بلاده «لم ترتكب، تاريخياً، أي عدوان، لكننا نحن الذين تعرضنا لهجوم». وذكّر بإعلان «الولاياتالمتحدة أكثر من مرة، خصوصاً خلال السنتين الأخيرتين من إدارة (الرئيس) جورج بوش، أن خيار الضربة العسكرية مطروح». وتساءل: «أعلن مسؤولون وعسكريون إسرائيليون أيضاً أكثر من مرة أن إيران ستتعرض لضربات، فهل علينا ألا نكون على استعداد؟». ونفى متقي تصريحاً لقائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال، أشار فيه الى مساعدة طهران لعناصر «طالبان» بالسلاح والتدريب. وقال: «هذه الأكاذيب تستهدف إخفاء فشل (الأطلسي) في أفغانستان». وشدد على أن «إيران كانت دوماً جزءاً من الحلّ في أفغانستان»، منتقداً السياسات الأميركية «الخاطئة». وتزامنت تصريحات متقي مع تأكيد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني رفض بلاده وقف برنامجها النووي. وقال لزوار أجانب يشاركون في مراسم ذكرى وفاة الإمام الخميني: «إيران متمسكة بحقها في استخدام الطاقة النووية ولن تتنازل عنه، ولن نعلّق نشاطاتنا النووية السلمية حتى إذا أصدروا مئة قرار جديد» في مجلس الأمن. وحذر من أن البرلمان «سيغيّر شروط التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذا فُرضت عقوبات جديدة. وأشار لاريجاني الى أن «الحرب بين إيران والعراق لم تكن مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام (حسين)، بل إن أميركا ودولاً غربية وعربية دعمت صدام»، مذكّراً بأن «إيران لم تثأر بعد الحرب من دول المنطقة التي ساندت صدام في عدوانه». في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم أنه أبلغ الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن برازيليا ستلتزم أي عقوبات يفرضها مجلس الأمن على طهران. وقال: «شددت دائماً على هذه النقطة. قلت: إذا كانت هناك عقوبات، حتى إذا كانت البرازيل غير موافقة عليها، سنحترمها». وشدد أموريم خلال جلسة عاصفة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، على أن مشاركة بلاده في اتفاق التبادل لا تؤثر في البرنامج النووي السلمي للبرازيل.