حضرت مدينة الرياض منذ بداية الأسبوع الجاري في ناديها الأدبي، عبر فعاليات ثقافية، هي الأولى من نوعها التي ينظمها ناد أدبي وتتجه لمدينة بحجم الرياض على مستوى الوطن تحت عنوان «أسبوع الرياض الثقافي»، وذلك للحديث عن وجهها الحضاري ومكانتها الثقافية والأدبية والوطنية.ففي الوقت الذي أجمع مثقفون وأدباء عرب من السودان وسورية واليمن ولبنان قضوا عقوداً فيها على حبها وعلى عميق أثرها عليهم اجتماعياً وثقافياً في الفعالية المنيرية «الرياض في عيونهم» السبت الماضي، وتحدّث مثقفون سعوديون عن حضور الرياض في الرحلة والرواية والشعر مساء الأحد، اختتمت مساء الاثنين الفعاليات المنبرية بأداء العرضة السعودية، التي اشتهرت الرياض بها من الفرقة السعودية الفلكلورية، قوبلت بتفاعل كبير من جمهور كثيف غصت بهم جنبات قاعة النادي. وأشار الدكتور محمد خير البقاعي في أمسية رصدت ذكريات المثقفين حول الجانب الثقافي لمدينة الرياض إلى أن الجو الثقافي، إبان وصوله قبل أكثر من عقد ونصف، كان مختلفاً عن الحالي فالحضور كان كثيفاً وكانت المؤسسات الثقافية ترتقي بهذا الحضور في الوقت الذي تنزل هذه المؤسسات الآن لمستواه. وعن الرياض قال، أثناء استعراضه عدداً من المظاهر الثقافية التي عايشها والمثقفون والأدباء الذين التقاهم: «انها مدينة ذات عالمين: واقعي ومتخيل لكن الواقعي تجاوز المتخيل». من جانبه، أكدّ الدكتور عز الدين موسى وجود حرية في التعبير في الرياض وسعة صدر فائضة –على حد تعبيره- لم يجدها في مدن أخرى على رغم أنه جاء للرياض قبل ثلاثة عقود مشحوناً بعكس ذلك. وقال: «الرياض عاصمة الثقافة العربية في صحراء الفكر العربي»، مضيفاً أنه لن يغادرها أبداً. وفيما تحدث الدكتور محمود عبدالعزيز عن الجانب الإعلامي والاجتماعي في مدينة الرياض واصفاً إياها بمدينة الواقع والغريبة والعجيبة والسريعة في آن، أكدت الفنانة التشكيلية والشاعرة ليلى عساف في كلمة شاعرية أن للرياض رائحة لا تنساها ولا يخطئها من عاش فيها... كانت مدينة تشتعل في داخلي 17 شتاء... مدينة غيرتني وافعمتني بالأمن والأمان. وعبرت الإعلامية ميسون أبو بكر عن إدمانها حب الرياض وقالت انها المدينة التي لم تفقد هويتها الأصيلة على رغم تطورها العمراني الكبير. وفي فعالية أخرى أدارها عضو مجلس إدارة النادي الدكتور محمد الهدلق، عرض الدكتور عبدالعزيز الهلابي جانباً من رحلات المستكشفين الغربيين للرياض، منهم بلي وبيلجريف وسرد الهلابي بعضاً من كتاباتهم خلال زياراتهم للرياض ومنفوحة. فيما تناول الدكتور عبدالله الحيدري الشعراء «سعوديون وعرب» الذي تغنوا بها في عدد من المناسبات الوطنية والثقافية مثل المئوية وإبان اختيار الرياض عاصمة للثقافة، مشيراً إلى تنوع أشكالهم الشعرية بين الرومانسية والرمزية. وناقشت الروائية أميمة الخميس حضور الرياض في الأدب النسائي الروائي في ورقة عنونتها «الرياض تلتهم بناتها» وركزت فيها على ما تكتنزه الرياض من أفكار ونصوص ومشاهد ثقافية، تتنوع في أفق الفضاء الثقافي إلى ما بين نص مركزي، وآخر هامشي يتحول بدوره إلى نص مركزي، واستشهدت برواية بنات الرياض بوصفها نصاً انترنتياً ونموذجاً موضوعياً أثار الكثير من الجدل. إلى ذلك، قدّم الباحث محمد القويعي محاضرة عن تاريخ العرضة السعودية وتفاصيلها ورموزها والإشارات التاريخية والثقافية لها، تلاها أداء للعرضة السعودية. يذكر أن فعاليات الأسبوع تضمنت معرضاً لصور الرياض القديمة شاركت به دارة الملك عبدالعزيز، وآخر تشكيلي بعنوان «الرياض في عيون التشكيليين»، شارك فيه فنانون تشكيليون سعوديون، وأطلق على هامشه مسابقة للتصوير الضوئي «الرياض في عيون الفوتوغرافيين»، كما تم الإعلان عن البدء في جمع المادة العلمية الخاصة بكتاب: الرياض في عيون الشعر، وهو عبارة عن مختارات شعرية قيلت في الرياض، يتولى النادي إنجازها قريباً.