كشفت السلطات الجزائرية هوية أربعة قياديين في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، سلموا أنفسهم إلى أجهزة الأمن خلال الأيام الماضية. وذكر مصدر رسمي أسماء الأربعة وهم «ضابط شرعي» في الجماعة ومسؤول سابق في اللجنة الطبية وأمير سابق ل «كتيبة الفاروق» وقيادي في سرية «عين الحمام». وتحدثت السلطات الجزائرية أولاً عن «الأمير أبو العباس» الذي وُصف بأنه «ضابط مفسر» (ضابط شرعي) في منطقة الوسط وعضو مجلس الأعيان في قيادة «الجماعة السلفية» التي باتت تُطلق على نفسها «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» منذ العام 2007. وقالت إن «أبو العباس» سلّم نفسه يوم 25 أيار (مايو) إلى قوات الأمن. وأوضحت السلطات في بيان رسمي أن «مصالح الأمن تمكنت يوم 25 أيار 2010 من جعل الضابط المفسر الحالي بمنطقة الوسط وعضو مجلس الأعيان بقيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال/القاعدة في المغرب الإسلامي ورئيس اللجنة الشرعية يسلّم نفسه». وقالت مصادر أمنية جزائرية إن «أبو العباس» واسمه الحقيقي «تواتي عثمان» ظل في السنوات الماضية إلى جانب «أمير الجماعة» عبدالمالك دروكدال (أبو مصعب عبدالودود). ومنصب الضابط الشرعي في عُرف «الجماعة السلفية» لا يتولاه إلا محيط الأمير ورجال ثقته، وهو يحظى بسلطة الحل والربط والإفتاء، والتسليم على المبايعة، والفصل في الخلافات الداخلية بين عناصر التنظيم. وتابع بيان السلطات الجزائرية أن «الإرهابي تواتي عثمان الملقب بأبي العباس» يتحدر من برج منايل (بومرداس) والتحق ب «الجماعات الإرهابية» منذ 1993. وأشار المصدر الرسمي إلى أن «تسليم هذا الإرهابي نفسه تحقق بفضل مساعدة زوجته التي توصلت إلى إقناعه بالتخلي عن الجماعة الإجرامية والعودة إلى عائلته». وكشفت السلطات الجزائرية أن أجهزة الأمن تسلّمت في اليوم نفسها «الإرهابي» قريق حسين عبدالحليم المدعو «عبدالقادر» والمتحدر من العاصمة وهو عضو في «سرية عين الحمام» التابعة ل «الجماعة السلفية» في منطقة الوسط، موضحة أنه «التحق بالجبل عام 1994 بعد فراره من سجن تازولت (باتنة)». ومعروف أن «الجماعة الإسلامية المسلحة» سابقاً قادت هجوماً على سجن تازولت (400 كلم جنوب شرقي العاصمة) تحت قيادة زعيمها السابق نبيل صحراوي وقائد المنطقة الشرقية عماري صايفي (عبدالرزاق البارا)، ما أدى إلى هروب قرابة 1200 سجين التحقوا بمعاقل الجماعات المسلحة. وأشار بيان السلطات إلى أنه في غضون الشهرين الماضيين «سلّم عنصر ثالث يُعد أساسياً في تنظيم دروكدال نفسه». وأوضح أن منصوري أحمد المدعو «عبدالجبار» أمير سابق في «كتيبة الفاروق» وسلّم نفسه يوم 16 نيسان (أبريل) 2010 وقدّم «معلومات ثمينة عن المتواطئين معه سابقاً». وأضاف أنه في يوم 18 نيسان سلّم القائد السابق للجنة الطبية للجماعة السلفية في منطقة الوسط المدعو «مقدم لونيس» والملقب ب «أبي نعمان» نفسه لمصالح الأمن و «قدّم هو الآخر معلومات ثمينة عن الكتيبة التي كان ينتمي إليها». وكان التحق بالجبل عام 1996.