أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحضور الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة القمة الفرنسية - الافريقية في نيس، مؤكداً ثقته ب «عاقل افريقيا». وجاء موقف ساركوزي في ختام القمة الفرنسية - الافريقية حيث أعلن في مؤتمر صحافي إن العلاقات الفرنسية - الجزائرية تحتاج إلى مزيد من الوقت كي تهدأ. وقال في رده على سؤال عن العلاقات الفرنسية - الجزائرية: «لقد قدّرت للرئيس الجزائري حضوره القمة، وكنت قد اتصلت به هاتفياً لأحضه على الحضور قائلاً: أرجوك احضر لأن من المهم أن تأتي، وهو بادر بالحضور وقدّرت له مبادرته هذه». لكن ساركوزي قال: «هل يكفي حضور بوتفليقة القمة الفرنسية - الافريقية كي تتحسّن فجأة العلاقة بين فرنساوالجزائر؟ أخشى ألا أكون بنفس التفاؤل، فنحتاج إلى مزيد من الوقت». وتابع أن «المشاكل الموجودة بين الجزائروفرنسا ليست مشاكل بين رئيسين فهي ليست شخصية، فنحن نتفاهم جداً ونعرف بعضنا جيّداً، ولكن هناك تاريخاً بين الجزائروفرنسا، والتاريخ معقّد، هناك الكثير من الألم وعدم التفاهم. قد يكون مهماً جداً للمؤرخين أن يقوموا بعملهم بحرية». وقال الرئيس الفرنسي: «بالنسبة لي حرب الجزائر هي التاريخ الكبير، ولكنني ليست لدي خبرة في ذلك كوني كنت صغيراً، وأنا أرى الأمور بأقل إثارة بالتأكيد»، في إشارة إلى حرب التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي بين 1954 و1962. وكانت العلاقات بين الجزائر - وفرنسا تأزمت قبل سنوات عندما أوقفت فرنسا ديبلوماسياً جزائرياً في مرسيليا واعتقلته للإشتباه في تورطه في جريمة قتل المعارض الجزائري علي مسيلي في فرنسا قبل سنوات طويلة. وجادل محامو الديبلوماسي الجزائري بأن هناك لبساً في السماء وأن موكلهم، مدير المراسم في الخارجية الجزائرية، ليست له علاقة بالجريمة. ومنذ ذلك الوقت تشهد العلاقات الفرنسية - الجزائرية انتكاسة تلو الأخرى. ولم يكن واضحاً هل سيحضر الرئيس بوتفليقة قمة نيس بعدما أُرجئت زيارته التي كانت مقررة إلى فرنسا العام الماضي. لكن الظاهر أن اتصال الرئيس الفرنسي به شخصياً حسم مسألة حضوره القمة التي دامت يومين وانتهت أمس.