رثى مفكر عمراني لحال المدن العربية واصفاً إياها بأنها أشبه ما تكون ب«حظائر طيران»، فيما وصف خبير في الأممالمتحدة مستقبل المدن السعودية بأنه «مخطط على نحو جيد». وفي مداخلة له في منتدى التخطيط الحضري الأول المقام في الرياض، هاجم المفكر العمراني راسم بدران التخطيط الحالي للمدن العربية، معتبراً أنها قتلت الروح الخاصة بالمدن، ووصف بعض المدن العربية بأنها تحولت إلى «حظائر طيران». وقال بدران: «الحداثة قتلت الإنسان وروحه، ومع أني هوجمت على آرائي إلا أني ما زلت أقول إن العشوائية في كثير من المدن العربية أبهرتني وأعطت للمدن حياة». وهدفت مداخلته، خلال الجلسة الرابعة من أعمال اليوم الثاني من منتدى التخطيط الحضري الأول، إلى إلقاء الضوء على ظاهرة مهمة تتعرض لها المدن حديثة التخطيط، وهي التعامل مع نظم التخطيط، واستراتيجيات التوسع العمراني، من دون مساءلة من سيقطنون أو يتعاملون مع هذه النظم المستجدة وأثرها في صياغة بنيتهم الاجتماعية كمحصلة لبيئاتهم السكنية. وأشار إلى أن ذلك أدى إلى إيجاد مدن استهلاكية عدوانية، لا تراعي ثقافة المكان وطبائعه المناخية وعادات وسلوكيات من يقطنها. من جانبه، وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية جون كلوس، «برنامج مستقبل المدن السعودية» الذي ينفذ بالشراكة مع الأممالمتحدة، بأنه «نتيجة للرؤية التي تعرف التخطيط الحضري والعمراني المخطط والمصمم على نحو جيد، وبأنه محرك للنمو والابتكار وخلق فرص العمل». وقال كلوس إن المملكة تتمتع بإمكانات هائلة تمكنها من أن تصبح نموذجاً يحتذى في تنفيذ جدول الأعمال الحضرية الجديد وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة SDG 11. ولدى مشاركته في «منتدى التخطيط الحضري الأول»، الذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع الأممالمتحدة، أشار كلوس إلى أن الهدف من البرنامج المشترك مع المملكة الاستجابة للتحديات الحضرية، الناشئة من طريق إعادة النظر في السياسات والتشريعات الحضرية، ومراجعة نظام ومؤسسات التخطيط الحضري، والاستثمار في الاقتصاد الحضري وإيجاد نموذج مطور لتمويل البلديات. وقال إن المنتدى يأتي في وقت مهم وحاسم من النقاش العالمي الجاري حول التخطيط الحضري والعمراني، إذ إن مؤتمر «الموئل» الثالث سينعقد في تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام، بعد مرور 20 عاماً منذ انعقاد مؤتمر «الموئل» الثاني في إسطنبول. وتواصلت أعمال «المنتدى» أمس (الأربعاء) في يومه الثاني، مشتملة على ست جلسات وورشتي عمل، وتمت مناقشة «مستقبل تخطيط المدن»، كما عقد حوار حول «أفضل الممارسات المحلية في التحول الحضري»، والتشريعات الحضرية ودورها في تحسين جودة الخدمات وبيئة الاستثمار في المدن». وشهدت جلسات اليوم الثاني حواراً بين أمناء ورؤساء البلديات وممثلي المجالس البلدية ومجالس المناطق، حول تعزيز التنسيق لأغراض التنمية الإقليمية، والحضرية والدروس المستفادة من التجارب المحلية والعالمية، وكذلك «دور مؤسسات المجتمع المدني في التنمية الحضرية». وعقدت ورشتا عمل، الأولى عن تدريب الإعلاميين حول قضايا التنمية الحضرية المستدامة، والورشة الأخرى حول «مؤشرات ازدهار المدن». وكشفت ورقة قدمها المدير العام للبرامج المالية والاقتصادية في معهد الإدارة العامة أمير العلوان، أن مستوى التنسيق بين المجلس البلدي والأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة ضعيف بصفة عامة، مما انعكس سلباً على أداء المجلس البلدي في تطوير وتحسين الخدمات البلدية، وتحسين المظهر العام للمدينة. وأوضح الباحث العلوان أنه تم تصميم استبانة للحصول على البيانات اللازمة موجهة لشريحة من أعضاء المجالس البلدية، وتم توزيع 356 استبانة، وبلغ عدد المستجيبين 247 عضواً، يمثلون 40 مجلساً بلدياً من إجمالي 285 مجلساً، بنسبة استجابة بلغت 69 في المئة. وأوصى البحث بضرورة رفع مستوى التنسيق بين المجلس البلدي ورئيس الجهاز البلدي، وزيادة التعاون والتنسيق بين المجلس والجهاز البلدي، وبأهمية التنسيق والتعاون بين ثلاثية «المجلس البلدي والمجلس المحلي، والمجلس البلدي، ومجلس المنطقة»، إلى جانب التنسيق بين المجلس البلدي والأجهزة الرقابية الأخرى في المدينة.