هل تشهد الكويت الفصل الأخير في إنهاء معاناة ملايين اليمنيين، بعد نحو عام على الحرب والدمار الذي نشرته الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح في أنحاء البلاد، وتعيد ما نجحت في تحقيقه قبل ثلاثة عقود من الآن. ففي أواخر آذار (مارس) 1979، وقع رئيسا شطري اليمن آنذاك بياناً مشتركاً أو ما سمي ب «إعلان الكويت» لوقف الحرب بينهما وإرساء السلام. وارتبط اسم الكويت لدى اليمنيين ب «السلام والأمن والاستقرار» إلى جانب «النماء والخير» عبر المشاريع التنموية المنتشرة على امتداد التراب اليمني من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، من خلال بناء المستشفيات والمدارس، وتعبيد الطرق وغيرها. ويتوقع مراقبون نجاح محادثات الكويت التي ستعقد في 18 الجاري بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين وحلفائهم من أتباع صالح، في ظل ترحيب الطرفين بعقدها، واستعدادهما لإنهاء الصراع. وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أكد أنه أجرى لقاءات «مثمرة» في اليمن مع ممثلي حزب «المؤتمر الوطني العام» و «أنصار الله» الحوثيين. وقال في تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «إن هناك مؤشرات إلى توافق يمني - يمني، على أن تكون الكويت وجهة المفاوضات المقبلة». ورحب وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله باستضافة محادثات اليمنيين ل «تحقيق السلام وحقن دماء الأشقاء» على حد قوله. وأعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح عن أمله في أن يكون اللقاء اليمني «فاتحة خير». وتأتي المفاوضات المرتقبة بعد هدنة غير معلنه، على رغم بعض الخروقات على الشريط الحدودي الجنوبي للسعودية، في ظل تفاهمات عقدت مع شيوخ وزعامات قبلية طالبت بالتهدئة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الواقعة على الحدود. وأكدت قوات التحالف أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية ساهمت في إقرار التهدئة. وقال مستشار وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري: «إن شخصيات قبلية واجتماعية سعت إلى إيجاد حال من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للسعودية، لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية إلى القرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، واستجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ علب الحدودي». وأعربت قيادة قوات التحالف عن ترحيبها باستمرار التهدئة في إطار تطبيقها خطة «إعادة الأمل»، بما يساهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأممالمتحدة، وفق قرار مجلس الأمن 2216. وتأتي هذه التطورات بعد زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الكويت قبل أسابيع، التقى خلالها الأمير صباح الأحمد وكبار المسؤولين الكويتيين، وزار البحرين قبل أن يعود إلى الرياض، المقر الموقت لإقامته. ويأمل اليمنيون في أن تشهد الكويت توافقاً بين الأطراف المتصارعة وعودة الأمن والإستقرار المنشود إلى كل المحافظات، وطي صفحة الحرب الأليمة التي عاشها السكان لأكثر من عام. وكان الفريقان عقدا جولتي مفاوضات أواخر العام 2015 في سويسرا، برعاية الأممالمتحدة، ولكنهما فشلا في التوصل إلى اتفاق في ظل تعنت الميليشيات وحزب صالح، والإصرار على مواصلة الحرب.