واشنطن - رويترز - يعتقد ان القيادي الثالث في تنظيم القاعدة الشيخ سعيد المصري المعروف ايضا باسم مصطفى ابو اليزيد الذي تمتد مسؤولياته من العمليات الى جمع الاموال قتل في الاونة الاخيرة في ضربة جوية صاروخية على المناطق القبلية في باكستان، وفق ما قال مسؤولون اميركيون. وكانت وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) كثفت من هجماتها بطائرات بلا طيار مستهدفة المستوى الرفيع من قيادات القاعدة وحركة طالبان وكذلك مقاتلين أدنى درجة غير معروفين إلى حد كبير. وقال مسؤول امريكي أمس الاثنين ان المصري وهو مصري الجنسية كان يعتبر على نطاق واسع القيادي الثالث في تنظيم القاعدة وقناة الاتصال الرئيسية مع زعيم التنظيم اسامة بن لادن. وقال المسؤول الذي طلب الا ينشر اسمه "لدينا سبب قوي يدعونا للاعتقاد...ان المصري قتل في الاونة الاخيرة في المناطق القبليةلباكستان." واضاف قوله "من منظور مكافحة الارهاب سيكون هذا نصرا كبيرا." وذكر ان المصري كقائد لعمليات القاعدة كان له يد في كل شئ من الشؤون المالية الى تخطيط العمليات. وقال مسؤول امن باكستاني إن المصري قتل على الارجح خلال ضربة صاروخية لمنطقة وزيرستان الشمالية ليل 21 مايو ايار. وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "وصلنا تقرير في ذلك الوقت عن مقتل عربي في تلك الغارة مع عدد من أفراد أسرته واعتقد انه كان على الارجح هو." واستهدف الهجوم منزلا يملكه رجل قبلي على بعد نحو 25 كيلومترا الى الغرب من ميران شاه البلدة الرئيسية في منطقة وزيرستان الشمالية وهي معقل لمتشددي القاعدة وطالبان على الحدود الافغانية. وقال مسؤولو مخابرات في ذلك الوقت ان ستة متشددين قتلوا لكن السكان قالوا ان 12 قتلوا من بينهم أربع نساء وطفلان. وذكر السكان ايضا ان ست نساء وطفلين عولجوا في مستشفى ميران شاه. وفي وقت سابق من امس الاثنين قالت جماعة (سايت) التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها وتراقب المواقع الاسلامية ان القاعدة أعلنت في بيان عن موت المصري في موقع على الانترنت. وقال البيان "نزف الى أمتنا الاسلامية الحبيبة نبأ استشهاد قائد من قادتها المحنكين وسيد من سادتها المؤيدين وأمير من امرائها المسددين وهو الشيخ الموقر المظفر البطل مصطفى ابو اليزيد القائد العام لتنظيم قاعدة الجهاد في أفغانستان." وجاء في البيان انه اضافة الى المصري قتلت أيضا زوجته وثلاث من بناته وحفيدته ورجال آخرون ونساء وأطفال. وذكرت سايت ان المصري كان قائدا للقاعدة في أفغانستان وان آخر بيان معروف له صدر في الرابع من مايو ايار لتأبين قادة كبار قتلوا في العراق. وقال المسؤول الامريكي انه يعتقد ان المصري قتل في وقت سابق من شهر مايو ايار لكنه لم يحدد تاريخا. وصرح ليون بانيتا مدير السي.اي.ايه بأن الهجمات التي استهدفت القاعدة في المناطق القبلية في باكستان اضطرت ابن لادن وزعماء اخرين الى الاختباء أكثر مما جعل التنظيم غير قادر على التخطيط لعمليات كبيرة. لكن البيت الابيض الامريكي حذر الاسبوع الماضي من "مرحلة جديدة" خطيرة من تهديدات الارهاب مشيرا الى المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب امريكية يوم عيد الميلاد وأيضا محاولة فاشلة اخرى لتفجير سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويوركالامريكية في وقت سابق من شهر مايو. ويقول محللون ان مقتل المصري سيشكل خسارة كبيرة للقاعدة لكن هذا لن يضعف عزم التنظيم. وقال رحيم الله يوسف زاي وهو رئيس تحرير صحيفة وخبير في الشؤون العسكرية "بالقطع سيكون لذلك أثر لانه كان من الشخصيات الهامة انها خسارة كبيرة لهم لكن يبدو ان هناك احلالا في القاعدة بين جيل وآخر حيث يحل أشخاص جدد محل القدامى." وذكر مسؤول كبير في المخابرات في اسلام اباد ان الرجل الثالث في القاعدة كان "أخطر" منصب في التنظيم. وقالت المفوضية الامريكية التي حققت في هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 ان المصري هو قائد القاعدة في أفغانستان واكبر مسؤول عن شؤونها المالية وانه كان بناء على ذلك مسؤولا عن انفاق كل اموال القاعدة مما يجعله محل ثقة التنظيم ومن أبرز قادته. كما كان المصري عضوا مؤسسا لجناح الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري الجهاد الاسلامي في مصر وهي من الجماعات الاولى التي اندمجت مع القاعدة. وقضى المصري فترة في السجن مع الظواهري في اعقاب اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 . وفي مارس آذار قال مسؤولون امريكيون ان غارة بطائرة بلا طيار في باكستان قتلت حسين اليمني وهو قيادي كبير للقاعدة في مجال تخطيط العمليات.