فيينا، طوكيو - أ ب، رويترز، أ ف ب - أفاد تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن طهران تواصل إنتاج يورانيوم عالي التخصيب، مشيراً إلى أنها جمعت ضعف كمية اليورانيوم منخفض التخصيب الذي ينص اتفاق تبادل الوقود النووي على إخراجه من الأراضي الإيرانية. وأشار التقرير الى أن الوكالة لا تزال تشعر بقلق من احتمال سعي إيران إلى تصميم صاروخ نووي. ولفت التقرير السري الصادر في فيينا، الى ان إيران أنتجت حتى مطلع نيسان (أبريل) الماضي، ما لا يقل عن 5.7 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، لاستخدامه في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وقال ديبلوماسي بارز في الوكالة ان كمية اليورانيوم المرتفع التخصيب الذي تملكه إيران الآن، أكبر من الكمية المذكورة والتي تعود الى نيسان. وأضاف التقرير أن إيران تجهّز معدات إضافية للتخصيب المرتفع، موضحاً أن طهران أبلغت الوكالة أن هذه المعدات التي لم تُشغّل بعد، ستعزّز عملية التخصيب بنسبة 20 في المئة. وزاد ان طهران سمحت لمفتشي الوكالة بمراقبة أفضل لمنشأة ناتانز حيث يُجرى التخصيب المرتفع. وذكر التقرير الذي أعده المدير العام للوكالة يوكيا امانو، أن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب ارتفع إلى 2.43 طن، من 2.06 طن منذ نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وأضاف ان عدد أجهزة الطرد المركزي التي تخصّب اليورانيوم الى مستويات منخفضة، ارتفع الى 3936، فيما انخفض إلى 8528 العدد الإجمالي لأجهزة الطرد العاملة في البلاد. ولفت التقرير الذي سيناقشه مجلس محافظي الوكالة في الشهر الجاري، الى «قلق» الوكالة من احتمال سعي طهران إلى تصميم شحنة نووية تُركّب على صاروخ، ودعتها الى الرد في أسرع وقت ممكن على تساؤلات الوكالة في هذا الشأن. من جهته، توقّع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي «ألا تُفشِل» الولاياتالمتحدة اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع أنقرة وبرازيليا، معتبراً أن «الأميركيين والغربيين صُعقوا من الاتفاق، لأنهم لم يتوقعوا إنجازه». وقال: «أعتقد أن الأميركيين يحاولون التأقلم مع هذا الموضوع، وعلينا أن نمنحهم فرصة». في غضون ذلك، وضعت طهران أنباءً أوردتها صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تفيد بنية إسرائيل نشر ثلاث غواصات نووية ألمانية الصنع في مياه الخليج قبالة السواحل الإيرانية، في إطار «الحرب النفسية». وحذرت القيادة الإيرانية من أنها «غير مسؤولة» عن سلامة الغواصات الإسرائيلية إذا دخلت مياه الخليج. وقال مصدر إيراني ل «الحياة» ان طهران «غير مسؤولة عن سلامة الغواصات، إذا دخلت مياه الخليج»، لافتاً إلى أن البحرية الإيرانية التي أجرت الشهر الماضي مناورات في مضيق هرمز وبحر عمان، تراقب القطع البحرية الداخلة من المضيق والخارجة منه، لأن «أمن الخليج الفارسي مهم لدول المنطقة وللمجتمع الدولي أيضاً، بسبب ارتباطه بخطوط نقل الطاقة للعالم، ولا نسمح لأحد بالمساس به». وأضاف ان «الخليج الفارسي لا يمكن ان يكون مسرحاً للأهداف الإسرائيلية، ودول المنطقة لن تسمح بذلك». في الوقت ذاته، نفى الجيش الإيراني «مزاعم وسائل الإعلام الغربية عن نشر 3 غواصات صهيونية قرب المياه الإقليمية الإيرانية»، مؤكداً أن «القوات الإيرانية تراقب بدقة واقتدار، الحدود البرية والجوية والبحرية الإيرانية». وحذر من «تداعيات خطرة على المنطقة والكيان الغاصب للقدس، لأي مغامرة طائشة يقدم عليها». ووضع قائد القاعدة البحرية الأولى للجيش الإيراني الأميرال فريبز قادربناه «بث أنباء مماثلة في إطار الحرب النفسية، من أجل معرفة حجم رد فعل إيران»، فيما قال رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي ان «دخول الغواصات الإسرائيلية الخليج الفارسي يشكل تهديداً لأمن المنطقة». على صعيد آخر، أفاد موقع «سهم نيوز» الإلكتروني المؤيد للإصلاحيين، بأن زعيمي المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي وقّعا «رسالة مشتركة بعثا بها إلى الحاكم العام لطهران وطلبا فيها إذناً بتنظيم تظاهرة في ذكرى» إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في 12 حزيران (يونيو) الجاري. في الوقت ذاته، اعتبر رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني ان «الوفاق على الصعيد الداخلي والتعامل على صعيد السياسة الخارجية عاملان مهمان في إزالة التهديدات المحدقة بالنظام الإيراني». وقال ان «الحفاظ على اتحاد جميع القوى السياسية والشعب في الظروف الراهنة للبلاد، هو أهم حاجة ملحة، ومن شأن السير في هذا الاتجاه منع الأعداء من تحقيق أهدافهم».