بينما يتطلع المجتمع البشري إلى وضع حد لظاهرة العنف بجميع أشكاله خصوصاً الأسري، اصطدمت تطلعاته بأسباب تفاقم الظاهرة من رحمه. ووفق ما أكدته المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها بنت عبدالله المنيف من أن النساء والأطفال أكثر تعرضاً للعنف من الرجل وأن أكثر المُعنِفين في المجتمع هم الوالدان بنسبة 72 في المئة. وقدمت المنيف خلال لقاء «برنامج الأمان الأسري» الذي نظمته جامعة طيبة ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الجامعة الدولي الثاني للكتاب والمعلومات، نبذة تعريفية عن برنامج الأمان الأسري والفريق الذي يتكون منه برئاسة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، ونائبتها الأميرة عادله بنت عبدالله بن عبدالعزيز، إذ يقدم البرنامج دورات وندوات ومؤتمرات للتوعية ومحاولة الحد من نسبة العنف في المجتمع قبل وقوعها ووضع الحلول وسن القوانين لذلك. وتطرقت إلى أهمية تعليم الأطفال احترام الجسد وكيف يحافظون عليه لتكون لديهم توعية بذلك قبل أن يتعرضوا لأي نوع من أنواع العنف، مضيفة أن من البرامج التوعوية الناجحة التي قدمها برنامج الأمان الأسري برنامج (كتاب التلوين)، حيث تم توزيعه على عدد من المدارس ويهدف إلى توعية الطفل من ممارسة العنف ضده، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم قامت بطلب طباعة الكتاب ليتم توزيعه على جميع مدارسها بالمملكة. وأشارت الدكتورة المنيف إلى عدم وجود إلزامية تبليغ ضد العنف إلى الآن سوى عند وزارة الصحة، في الوقت الذي توجد فيه 38مركزاً لحماية الطفل في القطاع الصحي منها اثنان في المدينةالمنورة، مؤكدة في الوقت ذاته أن حالات العنف التي تصل إلى القطاع الصحي يتم تبليغ الشؤون الاجتماعية بها ولا تبلغ الشرطة إلاّ في حال كانت الإصابة الناتجة من ممارسة العنف بليغة. وأرجعت المنيف الأسباب المؤدية للعنف إلى مجموعة عوامل غالبيتها اجتماعية، إذ ذكرت أنها إما أن تكون فردية أو نتيجة لتوتر العلاقة الزوجية أو اجتماعية كالمعايير الثقافية التي تدعم العنف وسيادة الذكر على الأنثى ونقص القوانين التي تحمي الضعفاء ودور الحماية وأنظمة الخدمة الاجتماعية وثقافة التأديب، أو بسبب المجتمع كالفقر والكثافة السكانية والعزلة.