تحولت طلبات المحامين التي نقلها عناصر خلية التجسس المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية الذين تجري محاكمتهم في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض إلى شروط لن يحضروا من دون تحقيقها. ونقل وكيل أحد المتهمين أمس (الإثنين) ما اسماه شروطاً من فريق الدفاع للحضور إلى المحكمة، إلا أن القاضي أجابه بأن: «المحكمة لا تقبل أن يملى عليها أية شروط»، مضيفاً «أن المحامين تتم معاملتهم بطريقة خاصة داخل المحكمة»، وشهدت تسع جلسات على مدى الأسبوعين الماضيين غياباً تاماً للمحامين عن حضور الجلسات، إلا أنهم نقلوا ومنذ الجلسة الأولى بواسطة المتهمين ووكلائهم طلبات بالحصول على معاملة خاصة تتمثل في توفير مواقف لمركباتهم داخل أسوار المحكمة، والسماح لهم بإدخال هواتفهم المحمولة، وأن يُعفوا من التفتيش. وواصلت المحكمة أمس جلسات الاستماع لردود المتهمين على لائحة الادعاء العام في الجلسة التاسعة، التي شهدت حضور المتهمين ال17 وال18 (أفغاني وسعودي)، وفي حين لم يُقدم أي منهما ردوده على لائحة الادعاء أكد القاضي أنه ستتم مخاطبة إدارة السجن لتسهيل تواصل المتهم الأفغاني الجنسية مع المترجم، وتمكينه من لقائه، كما سيتضمن الخطاب طلباً لتسهيل ترتيب اللقاءات بين المتهمين ومحاميهم، وتم إرجاء محاكمة المتهم ال17 لعدم حضور المترجم إلى المحكمة، فيما اعتذر المتهم الآخر بعدم لقائه المحامي، ليمنحهما القاضي فرصة أخيرة للرد على التهم في جلسة مقبلة حددت بعد نحو شهر. وكان المتهم ال17 (أفغاني الجنسية) يعمل في أحد المطاعم القريبة من معسكرات تابعة لقوات الحرس الوطني في مدينة الأحساء (شرق البلاد)، فيما وجهت للمتهم ال18 وهو طالب في مرحلة الدكتوراه تهماً تتعلق بإعداد تقارير للاستخبارات الإيرانية عن أوضاع الطائفة الشيعية في المملكة، وأخرى حددت في منطقة المدينةالمنورة عن مقرّات سكن بعض الوفود، إضافة إلى تحديد تنقلات لأمراء أثناء تأديتهم لفريضة الحج. يذكر أنه منذ شباط (فبراير) الماضي بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة محاكمة خلية التجسس التي ترتبط بالاستخبارات الإيرانية، ووجهت لهم هيئة التحقيق والادعاء العام عدداً من التهم، من أبرزها الخيانة العظمى للوطن، وكشفت سجلات التحقيق عن قيام عدد من عناصر الخلية بأدوار تتعلق بتصوير مواقع عسكرية وأمنية، وإفشاء أسرار غاية في السرية تتعلق بأمن الدولة، كما وجهت لهم تهم الالتقاء بعناصر من الاستخبارات الإيرانية عقدت في السعودية، وطهران، والعراق، وماليزيا، إضافة إلى تسلم دعماً مالياً من تلك العناصر لتحقيق أهداف تُخل بالأمن، كما ثبت تنسيق عدد منهم مع عناصر الاستخبارات الإيرانية والالتقاء بمرشد الثورة علي خامنئي.