لونت العاصفة الرملية محافظة جدة باللون «البني»، بعد أن تواصلت ل12 ساعة أمس (الأحد). وشلت الحركة داخل المدينة، فتم تعليق الرحلات في مطار الملك عبدالعزيز، وأوقفت الحركة البحرية في ميناء جدة الإسلامي، وبلغ عدد السفن المنتظرة خارج الميناء خمس سفن، منها سفينتان محملتان بالسيارات واثنتان أخريات تحملان حاويات، والخامسة بضائع عامة. وحجبت العاصفة الرؤية الأفقية، ووصل انعدام مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من 500 متر، ما دفع جميع الجهات المعنية إلى إعلان حال الطوارئ في المدينة، بدءاً من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي أطلقت ما يزيد على 15 تحذيراً عن وجود ظواهر جوية، تتلخص في عواصف رملية، وتلونت شاشة الإنذار المبكر التابعة لها باللونين الأصفر والبني. وأعلن الدفاع المدني حال الطوارئ والاستعداد الكامل للحالة، واستقبلت مستشفيات محافظة جدة 120 حالة ربو منذ بدء العاصفة الرملية، وجرى تنويم 12 حالة منها. وعلى رغم إعلان حال الطوارئ من جميع الجهات المعنية، إلا أن إدارة التعليم والجامعات لم تصدر قرارات بتعليق الدراسة، نظراً لسوء الأحوال الجوية، بل التزمت الصمت طوال فترة العاصفة الرملية. وقال مدير إدارة الطوارئ والأزمات في «صحة جدة» الدكتور سامر أسرة بأنه «لليوم الثاني على التوالي ترفع درجة التنبيه على المستشفيات والمراكز الصحية، لدعم أقسام الطوارئ واتخاذ جميع الإجراءات ومتابعة الوضع»، موضحاً أن إدارة الطوارئ تتابع عمل الأقسام في طوارئ المستشفيات بخصوص موجة الغبار التي تمر بها محافظة جدة، وتوجيه أقسام الطوارئ بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لاستقبال المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، ودعم المستشفيات بالأدوية التي تستخدم في علاج حالات التهاب الجهاز التنفسي. وقال أسرة: «إن جميع من يراجعون أقسام الطوارئ في مثل هذه الأجواء هم من المصابين بضيق التنفس، وراجع أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية نحو 120 حالة حتى الآن، من الذين يعانون من أمراض الربو المزمن، وتم علاجهم وإعطاؤهم الأدوية، وتم تنويم 12 منهم». ونوه إلى أهمية الابتعاد وعدم التعرض المباشر إلى العاصفة قدر الإمكان واستخدام وسائل السلامة الشخصية، لمن تستدعي الظروف تعرضه إلى الغبار، ولبس الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل. من جانبها، أعلنت الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة حال الطوارئ في جميع قطاعاتها من مستشفيات ومراكز صحية، ووجهت جميع قطاعاتها لأخذ التدابير الاستباقية، وتحسباً لوقوع حالات بسبب موجة الغبار التي تشهدها سماء العاصمة المقدسة. وقال المتحدث باسم «صحة العاصمة المقدسة» عبدالوهاب شلبي ل«الحياة»: «تم التأكيد على إدارة الطوارئ والأزمات برفع درجة الاستعداد والجاهزية من فرق طبية وسيارات إسعافية، والتنسيق مع أقسام الطوارئ في المستشفيات، للتعامل مع أية حالات طارئة، وبخاصة حالات الربو وأمراض الصدر المختلفة والحساسية التي قد تنتج عن موجة الغبار». وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في جدة العقيد سعيد سرحان ل«الحياة»: «إن إدارة الدفاع المدني تلقت 10 بلاغات منذ بدء العاصفة الرملية، في حين بلغ عدد البلاغات أول من أمس 20 بلاغاً»، لافتاً إلى أن البلاغات كانت عن سقوط لوحات إعلانية وأشجار، إضافة إلى سقوط أعمدة إنارة وأسقف مصنوعة من الزنك، من دون تسجيل إصابات. ونوه سرحان إلى أن إدارة الدفاع المدني طالبت الجميع بالبقاء في المنازل أثناء العاصفة الرملية، والحذر من المرور بجوار أو أسفل اللوحات الإعلانية وأعمدة الإنارة، خصوصاً ذات الضغط العالي، مشيراً إلى أهمية الابتعاد عن الأماكن المسقوفة بالزنك والحديد، خشية تطايرها وسقوطها. من جهته، قال المتحدث باسم مطار الملك عبدالعزيز في جدة تركي الذيب ل«الحياة»: «إن إدارة المطار أوقفت جميع الرحلات المغادرة والقادمة إلى المطار أثناء العاصفة». وقال: «تم تعليق جميع الرحلات في مطار الملك عبدالعزيز بجدة بشكل موقت، وعاودت مرة أخرى بشكل تدريجي بعد تحسن مستوى الرؤية الأفقية»، لافتاً إلى أن الحركة عادت إلى المطار بشكل منتظم في الثانية من ظهر أمس. مطار جدة: تأخر إقلاع 28 رحلة أوضحت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة أن التقلبات الجوية، التي شهدتها محافظة جدة، وسرعة الرياح المثيرة للأتربة، أدت إلى تدني الرؤية الأفقية إلى 200 متر، وحرصاً على سلامة الركاب تم تعليق كامل الحركة الجوية للمطار من الساعة 10:20 صباحاً حتى الساعة 11:15 صباحاً، ما أدى إلى تأخر إقلاع 28 رحلة داخلية ودولية بأوقات متفاوتة، وتحويل خمس رحلات مقبلة إلى مطارات بديلة. واستنفرت مختلف الجهات العاملة في المطار كل طاقاتها التقنية والبشرية، وعملت وفق خطط الطوارئ المعدة مسبقاً، وفور تحسن مستوى الرؤية الأفقية عادت الحركة الجوية إلى طبيعتها، وغادرت الرحلات المتأخرة إلى وجهاتها خلال فترة قصيرة.