أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمس (الأحد) أنها استكملت متطلبات النظامي، وبنت قطاعاً اقتصادياً ينتظر أن يؤتي ثماره، كما أشاد المجلس المنعقد بمهرجانات إجازة منتصف العام الدراسي، التي بلغت 28 مهرجاناً، وحققت نجاحاً في مجالات عدة، بحسب المجلس. وفي الاجتماع ال40 لمجلس إدارة الهيئة في مقرها بالرياض، أكد الأمير سلطان أن الهيئة أتمت جميع متطلبات البناء النظامي، وبنت قطاعاً اقتصادياً ينتظر أن تكتمل له سبل الدعم والتمكين من الدولة، ليكون قادراً على أداء دوره في هذه المرحلة الاقتصادية المهمة، مشيراً إلى أنها أحدثت منذ إنشائها تحولاً في العمل الحكومي، وعملت على تهيئة البيئة السياحية لصناعة اقتصادية متكاملة العناصر، وقادرة على أن تكون رافداً رئيساً للاقتصاد الوطني وفرص العمل للمواطنين. وقال رئيس الهيئة خلال الاجتماع: «نتطلع أن ينطلق برنامج التحول الوطني بالفرص التي نضجت في قطاعات السياحة والتراث الوطني، بعد أن أكملت الهيئة منذ وقت مبكر كل متطلبات انطلاق هذه الصناعة الاقتصادية المهمة، والمطلب الوطني والشعبي، عبر توفير الأفكار الخلاقة والجاذبة، وتهيئة كل الأنظمة والشراكات والممكنات، وبقي على برنامج التحول الوطني أن يقطف هذه الثمرة الناضجة والفرصة الجاهزة لتقديمها للمواطن، الذي هو المطلب الأول والمستفيد الأكبر من انطلاق قطاعات السياحة والتراث الوطني». وأضاف: «الجميع الآن يدفع ثمن تأخر تمكين المواطن من التعرف على بلاده وقضاء أوقات مفيدة وممتعة فيه، وفي تأخر تمكين هذا القطاع من أن يكون رافداً رئيساً للاقتصاد الوطني، عندما أصبحت الحاجة ملحة لوجود قطاعات ترفد الدخل الوطني وتكون أحد البدائل الرئيسة للنفط». وبيّن الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة منذ إنشائها عملت على مبدأ «القيادة ثم الانحسار» لمصلحة الشركاء في المناطق، من خلال تمكينهم لتولي قيادة التنمية السياحية في المناطق، وهي المرحلة التي بدأتها هذا العام في تفعيلها، وباشرت تسليم قيادة عدد من المسارات لجهات أخرى أتمت الهيئة تمكينهم وتهيئتهم لتولي هذه المهمة. وخلال الاجتماع، أكد المجلس أهمية دعم وتسريع العمل في برامج التمويل التي بدأ العمل بها لمواجهة الطلب المتزايد على المشاريع السياحية والتراثية، وهي البرامج التي أكدت عليها الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية المقرة من الدولة عام 1425ه، وتأخر إقرارها، وهو ما فوّت فرصاً كبيرة لتطوير هذا القطاع، بحسب المجلس. وأوضح المجلس أن إقرار برنامج «إقراض المشاريع السياحية والفندقية» بالتعاون مع وزارة المالية، جاء لاستدراك هذا التأخر ومواكبة الفرص الاقتصادية الكبيرة، ومواجهة الطلب المتزايد، منوهاً بتقديم الهيئة للوزارة خمسة مشاريع فندقية جاهزة للتمويل ومستكملة لشروط الإقراض بانتظار تمويلها، وبمنح صندوق التنمية الزراعية أخيراً باكورة تمويل المشاريع الزراعية، ضمن برنامج السياحة الزراعية (أرياف)، الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعية، من خلال قرض لمشروع سياحي زراعي بقيمة 1.6 مليون ريال، في محافظة المجمعة. وأشاد المجلس بالمهرجانات والفعاليات السياحية المتنوعة التي شهدتها إجازة منتصف العام الدراسي في مختلف مناطق المملكة، وبلغت 28 مهرجاناً، وإجازة الربيع وبلغت 25 مهرجاناً، نظمتها مجالس التنمية السياحية، بالشراكة مع الجهات الأخرى، منوهاً بالإقبال والعدد الكبير من الزوار، الذي تجاوز 3 ملايين زائر، وحققت عوائد اقتصادية تجاوزت بليون ريال. وشدد المجلس على أهمية الاستعداد المبكر لإجازة الصيف وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لاستثمار الإجازة، وحشد الجهود من الهيئة ومجالس التنمية السياحية في المناطق للاستعداد المكثف لهذه الإجازة، التي تتميز هذا العام بمدتها الطويلة، حاثاً أجهزة الدولة المختلفة بدعم هذه الجهود. وأثنى على اتفاق رئيس الهيئة ووزير التعليم في لقائهما الأخير بمقر الهيئة على الإعداد لبرنامج مشترك لطلاب المدارس والجامعات خلال الإجازة، وعلى التنامي السنوي الكبير في الرحلات السياحية المحلية، الذي عكسه تقرير «مؤشرات السياحة والسفر الشهرية» الذي اطلع عليه المجلس، وأشار إلى أن عدد الرحلات السياحية المحلية في المملكة خلال عام 2015 تجاوز 48 مليون رحلة مقارنة ب37.1 مليون رحلة في 2014، وإلى أن قيمة الإنفاق على الرحلات السياحية زادت العام الفائت لتبلغ 49.9 بليون ريال، مقارنة ب43.1 بليون عام 2014. كما استعرض مجلس إدارة الهيئة في الاجتماع عدداً من المواضيع المتعلقة بسير العمل في برامج ومشاريع الهيئة المختلفة، وأقر التوصيات النهائية لدراسة الوضع الحالي لأماكن التنزه في المملكة، ووافق على تشكيل لجنة دائمة من الأعضاء أنفسهم، للإشراف على تنفيذ التوصيات، التي تضمنت التركيز على عدد من المحاور الرئيسة، كالحماية والمحافظة، والتنمية، والخدمات والتطوير، والتوعية والتثقيف. وكان مجلس إدارة الهيئة أقر في التاسع من شهر محرم 1435ه تشكيل لجنة لدراسة الوضع الحالي لأماكن التنزه العامة من وزارات الداخلية، والدفاع، والشؤون البلدية والقروية، والزراعة، إضافة إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. ومن أهم الأعمال التي قامت بها اللجنة: حصر وتحديد أماكن التنزه ذات الأهمية البيئية بالمملكة، التي بلغت 760 متنزهاً تقريباً، والمواقع الطبيعية المخصصة للتنزه على الشواطئ، والمواقع المخصصة للسباحة في الجزر، وبلغت 45 جزيرة تقريباً، واختيار أربعة أماكن على أنها نماذج تطبيقية، ضمن تصنيفات مختلفة (صحراوي، ساحلي، جبلي، جزر). كما اعتمد المجلس التقرير السنوي ال16 للهيئة للعام المالي (1436-1437ه)، تمهيداً لرفعه إلى مجلس الوزراء، واستعرض تقريراً عن إنجازات البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات لعام 2015، الذي شمل عدداً من المنجزات، واطلع على تقرير عن سير العمل لبرنامج «سياحة ما بعد العمرة»، الذي تعمل الهيئة عليه بالتعاون مع وزارات الداخلية والخارجية والحج، وأنهى مرحلته التجريبية. وتضمن التقرير عدداً من المهمات التي تم إنجازها ومنها: الانتهاء من الربط الإلكتروني بين شركة «علم» وشركة «سجل» ووزارة الداخلية، والاستعانة بأجهزة الصوت الإلكتروني في مختلف المواقع التي ستقوم المجموعات السياحية بزيارتها لتسهيل عملية الشرح لكل موقع سياحي، والتنسيق مع فريق مختص من جامعة أم القرى، لتطوير النظام الإلكتروني للإرشاد السياحي لتطوير المسارات السياحية، وتنظيم دورات تدريبية على النظام الإلكتروني لبرنامج «سياحة ما بعد العمرة» لمنظمي الرحلات في المملكة، وتنظيم ورش عمل تعريفية عدة لهم وللمرشدين السياحيين ولعدد من الإعلاميين. واستعرض المجلس تقريراً عن «برنامج التطوير الشامل للسياحة والتراث الوطني»، الذي تنفذه الهيئة منذ نحو عامين، بهدف تحقيق نقلة نوعية في تطوير السياحة الوطنية والتراث الوطني، بالتزامن مع ما أصدرته الدولة أخيراً من قرارات مهمة لدعم قطاعات السياحة والتراث الوطني. واطلع على ما تم إنجازه من أنشطة وقرارات، ضمن مسارات البرنامج الذي يركز على النتائج، وفق آلية دقيقة لضمان أداء البرنامج بصلاحيات عالية، ويتم الإشراف عليه من مكتب إدارة المشاريع الذي أنشأته الهيئة قبل أعوام، لتعد بذلك أول مؤسسة حكومية تنشئ مكتباً لمتابعة تنفيذ المشاريع. كما اطلع المجلس على إنجازات قطاع التسويق والبرامج بالهيئة خلال العام الماضي 2015، من خلال التقرير الذي أعده القطاع، وكان من أبرز ما تضمنه: تنظيم العديد من الحملات، وتوزيع نشرات لتسويق السياحة السعودية خلال الصحف، واللوحات على الطرق، وأكثر من 70 فعالية متنوعة (ثقافية، وتراثية، وبيئية، ورياضية، وترفيهية، وزراعية) على مستوى المملكة، وتطوير وتنفيذ 87 برنامجاً ورحلة سياحية في مختلف المناطق، وبلغ مجموع المستفيدين منها 178.900 مستفيد، وتنظيم 23 رحلة لبرنامج «عيش السعودية»، شارك فيها نحو 800 طالب.