طهران – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – اتضحت أمس معالم معركة انتخابات الرئاسة في إيران، بعدما سجّل الرئيس محمود احمدي نجاد ترشيحه رسمياً لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل، وذلك بعد ساعات على تسجيل منافسه في معسكر المحافظين سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي ترشحه للمنصب، مهاجماً السياسات الاقتصادية لأحمدي نجاد. ويُتوقع أن يسجل المرشحان الإصلاحيان رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) مهدي كروبي، ترشيحهما قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك اليوم، علماً أن باب الترشيحات فتح في الخامس من الشهر الجاري. وافادت وكالات الأنباء الإيرانية بأن احمدي نجاد (52 عاما) الذي انتُخب العام 2005، قدّم رسمياً في وزارة الداخلية ترشحه للانتخابات العاشرة منذ الثورة الإسلامية العام 1979. واوضحت انه حضر مع عدد من مستشاريه، إضافة الى نواب ووزراء والناطق باسم الحكومة ورئيس حملته الانتخابية. واعتبر نجاد الانتخابات «احتفالاً وطنياً واستعراضاً شعبياً يجسّد الطموحات النبيلة لنظام الجمهورية الإسلامية». وقال: «بصفتي خادماً للبلاد، عضواً في المجتمع الإيراني، سيكون لي صوت واحد مثل الآخرين، وسأبذل جهدي لأحصل على افضل خيار وأشارك في الانتخابات». ورضائي (54 عاما) أول من سجّل ترشيحه بين الطامحين الرئيسيين الأربعة. وكان رضائي ترشح للانتخابات الرئاسية العام 2005، الا انه انسحب قبل يومين من موعد الاقتراع تجنباً لبعثرة أصوات الناخبين المحافظين. واشارت وكالة «فارس» للأنباء الى ان سيد صادق طبطبائي الناطق السابق باسم الحكومة الانتقالية التي رأسها مهدي بازركان عامي 1979 و1980 بعد الثورة، قد يترشح للرئاسة. وطبطبائي (66 عاما) هو قريب للإمام المغيّب موسى الصدر. وأوضحت الوكالات الإيرانية أن عدد المرشحين 172 مرشحاً، بينهم 11 امرأة وفتى عمره 12 عاما. وبعد انتهاء المهلة، ستحال لائحة المرشحين على مجلس صيانة الدستور لدرسها، قبل إعلانه اللائحة النهائية في 20 و21 الشهر الجاري، على أن تبدأ الحملة الانتخابية في 22 منه. واعتبر سكرتير المجلس احمد جنتي ان الانتخابات الإيرانية «من اكثر الانتخابات نزاهة وحرية وحماسة في العالم». وقال في خطبة صلاة الجمعة أمس ان «من يترشح لانتخابات الرئاسة، يجب ان يلمس في نفسه القدرة على مواجهة ضغوط أميركا رافعاً شعار الموت لها، واذا رأى الإسلام يتعرض لهجمة، تغلي حميته ويهب لمساعدته». ودعا رضائي الذي كان قائداً ل «الحرس الثوري» 16مدة عاما، الى إجراء «تغيير جوهري» في الاقتصاد الإيراني، مبدياً تأييده تشكيل حكومة خبراء موسعة. وقال بعد تسجيله ترشيحه، ان «الفاعلية المتدنية للاقتصاد الإيراني واتجاهه الانحداري، هما سبب عدم حصول النمو المنشود». واتهم حكومة نجاد بالفشل في تبرير «تبخّر» اكثر من بليون دولار من عائدات النفط الإيراني، مستنداً الى تقرير ل «المكتب الوطني للمحاسبة» أعده لمجلس الشورى في شباط (فبراير) الماضي. وقال رضائي في إحدى جامعات مدينة الأهواز في محافظة خوزستان حيث وُلد: «سأجد أموال النفط المفقودة وأعيدها إليكم، يا شعب إيران. لا أسعى إلى الانتقام، لكنني لن اغمض عينيّ إزاء ما يحدث للأموال العامة».