استحدثت وزارة التربية والتعليم، 130 برنامجاً لمعالجة «صعوبات التعلم» ل 5 في المئة من طلاب التعليم العام، للبدء في تطبيقه العام الدراسي المقبل في مدارس البنين والبنات. وأوضح مدير صعوبات التعلم في وزارة التربية والتعليم صالح آل معدي ل«الحياة»، أن وزارة التربية نسّقت أخيراً مع «التعليم العالي»، إذ استجاب عدد من الجامعات الحكومية لتعديل خططها الأكاديمية في ما يخص إدراج تخصصات في هذا المجال، وفقاً لما يحتاجه الميدان التربوي، مشيراً إلى أن 4 جامعات أصبحت تخرّج متخصصين في صعوبات التعلم، لكنهم نجحوا في العمل في المرحلة الابتدائية فقط، كون المرحلتان المتوسطة والثانوية تحتاجان إلى التخصص في المادة الأكاديمية، إضافة إلى صعوبات التعلم. وأضاف: «بحسب دراسات أجريت أخيراً، أثبتت أن 50 في المئة من صعوبات التعلم، أو ما يسمى ب«الإعاقة الخفية»، تتمثل في إتقان مهارتي القراءة والكتابة، فيما تأتي بقية النسبة في المجالات الأخرى، ما جعل الوزارة تركّز على الجانب التربوي بشكل أكبر مستقبلاً»، لافتاً إلى أن الطلاب البنين يواجهون صعوبات في التعلم أكثر من الطالبات، وهذا بحسب دراسات رسمية اكدت أن نسبة صعوبات التعلم لدى المعوقين تمثل 50 في المئة. وذكر أن صعوبات التعلم تعرّف على أنها تدنٍ واضح في مستوى التحصيل لدى الطالب، ولا تعود إلى انخفاض في القدرات العقلية أو إعاقة الطالب، إذ ان الشخص يستطيع أن يشكّل بعض الاستراتيجيات الخاصة، ويعوّض ما لديه من النقص فتختفي الصعوبة. معترفاً بتسببها في التسرب من المدارس ومشكلات سلوكية وانحرافات بشكل عام، لتمتع الطالب بقدرة عقلية عادية أو أكثر، ما يجعله يبتكر من الحيل والخطط ما يستطيع فعله. وأكد أنه توجد معلمات متخصصات في صعوبات التعلم يعملن في برامج المعلمين ذاتها، لكن عدد المقدم منها للبنين أكثر، ويبلغ عدد المعلمين في التخصص ذاته نحو 1150 معلماً وهو يعتبر قليلاً، وجميعهم حاصلون على شهادة البكالوريوس، لصعوبة التعامل مع تلك الفئة بالشكل المطلوب، ويصرف لهم بدل 30 في المئة من رواتبهم، مشيراً إلى أن المرشد الطلابي يتعامل مع المشكلات السلوكية فقط، ويحتاج الى معلم صعوبات التعلم بدرجة كبيرة، خصوصاً في مرحلة المسح والتشخيص للذين يتوقع إعاقتهم. وعن المناطق التي يوجد بها عجز في معلمي صعوبات التعلم، قال إنه في السنوات الماضية كانت المشكلة تكمن في أن كثيراً من المعلمين يرغبون في النقل للمنطقة الوسطى فقط، ومنذ سنتين أصبحت كلية إعداد المعلمين في جدة تخرّج أعداداً في التخصص، وفي العام الماضي تخرّجت من جامعة الملك فيصل في الأحساء دفعة جديدة، وفي العام المقبل ستتخرّج أخرى من جامعة المدينة، وجامعة الملك عبدالعزيز هي أيضاً مستمرة في تخريج الدفعات، ونتمنى أن ينطبق ذلك على جامعة الملك خالد في أبها، لتبدأ كل منطقة في تغذية حدودها بهؤلاء المعلمين المتخصصين، لافتاً إلى أن خطة الوزارة المستقبلية هي قبول أي خريج جامعي متخصص في صعوبات التعلم.