استاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم (السبت)، لحضور ديبلوماسيين أجانب أمس محاكمة صحافيين تركيين معارضين في اسطنبول، متهمين بالتجسس ومحاولة انقلاب، في ملف يعتبر اختباراً لحرية الصحافة في هذا البلد. وقال أردوغان في خطاب متلفز في اسطنبول «من انتم؟ ماذا تفعلون هنا؟» متهماً الديبلوماسيين بالقيام ب «استعراض قوة». وأضاف: «لستم في بلادكم، انتم في تركيا»، مؤكداً أنهم يستطيعون التصرف ضمن قنصلياتهم. وتابع: «في أي مكان آخر فان طلب الاذن ضروري». ورافق حوالى 200 شخص من زملاء ونواب معارضة ومواطنين عاديين، أمس رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت» جان دوندار ومدير مكتبها في انقرة اردم غول الى قصر العدل في اسطنبول. وحضر الجلسة أيضاً عدد من الديبلوماسيين الأوروبيين بينهم القنصل العام الفرنسية والسفير الألماني في انقرة. والصحافيان معارضان شرسان للحكومة منذ وقت طويل، وقد يتعرضان لعقوبة السجن المؤبد بعد نشرهما مقالاً مسنداً بصور وفيديو عن اعتراض قوات الأمن شاحنات عائدة لجهاز الاستخبارات التركي تنقل أسلحة لمقاتلين في سورية في كانون الثاني (يناير) 2014. وأثار المقال غضب اردوغان الذي نفى باستمرار دعمه لحركات «اسلامية» سورية متطرفة مناهضة للنظام. وتوعد اردوغان بلهجة غاضبة قائلاً إن «من نشر هذه المعلومة سيدفع ثمناً غالياً، لن ادعه يفلت» من العقاب. وفور بدء المرافعات أمس قررت المحكمة بامر من المدعي العام مواصلتها في جلسة مغلقة لاسباب تتعلق ب «الأمن القومي» ما اثار غضب الحاضرين. ومع معاودة الجلسة حمل رفض عدد من نواب المعارضة مغادرة قاعة المحكمة، رئيسها على تأجيلها حتى الاول من نيسان (ابريل) المقبل.