حذّر تربوي في وزارة التعليم من خطر الأفكار الهدامة والسلوكيات المنحرفة على الطلاب في إجازة الصيف الطويلة المقبلة، ودعا آخرون إلى ملء فراغ أيامها بتقوية الطلاب في موادهم الدراسية التي تعثروا فيها، وإلى توفير مستلزمات المدارس الناقصة، واستكمال مرافقها المؤجلة، وعمل دورات تدريبية للمعلمين، للرقي بأدائهم وقدراتهم. وأكد المستشار التربوي في وزارة التعليم عبدالرحمن العامري ل«الحياة» أن البرامج الصيفية، التي تنفذ في كل إجازة دائماً مهمة، وبخاصة إذا كانت منظمة، ومبنية على أهداف تربوية، مبيناً أن وكالة الوزارة للمناهج والبرامج تعكف حالياً على ذلك. وبيّن العامري أن البرامج التربوية في الصيف من أهدافها الأساسية مساندة المنهج التعليمي الذي يدرسه الطالب في المدارس، والأنشطة والبرامج المساندة له في الإطار نفسه، كما أنه لا بد فيها من مراعاة حماية الطالب فكرياً من الانحرافات والتجمعات الهدامة، ومن الانتظام في السلوكيات السلبية، كالتفحيط والألعاب المحرمة وغيرها، وأنه لا بد من برامج جادة ومخططة جيداً، لكي تكون بديلاً عن الأخطار المخشيّة في الإجازة. ولفت إلى أن البرامج التي تنفذها وكالة المناهج بالوزارة ستشمل الأنشطة الهادفة، التي تنمي لدى الطلاب والطالبات المهارات والقدرات، وأن تكون مدروسة ومحكَّمة من لجان تربوية، وممارسين في الميدان، وخبراء ومتخصصين في علم الاجتماع، لتكون منظومة متكاملة. من جانبه، أوضح الأكاديمي التربوي عايض القرني ل«الحياة» أن الفترة الطويلة للإجازة، ينبغي أن تستغلها وزارة التعليم، لتطرح فصولاً صيفية لطلاب الجامعات، إضافة إلى طلاب الثانوية العامة (في نظام المقررات)، وأن تتم جدولة موادهم بحيث تخفف عنهم أعباء العام الدراسي المقبل، أما بالنسبة إلى طلاب التعليم العام فينبغي أن تُقدَّم لهم برامج تقوية في بعض المواد التي يعانون من الضعف فيها. وفي ما يخص المعلمين والمعلمات، اقترح القرني إدراجهم في دورات تدريبية وتعليمية، في مراكز ومعاهد معتمدة داخل المملكة، مثل «معهد الإدارة» و«أكاديمية سابك»، مطالباً باتفاقات بين وزارة التعليم وهذه المعاهد، لتكون الدورات مثرية، مشدداً على أنه لا بد من أن تستغل وزارة التعليم الإجازة في صيانة المدارس وتطويرها، كإنشاء الصالات الرياضية والملاعب، وتأمين النواقص كالطاولات والكراسي والكتب الدراسية ونحوها. وكانت «الحياة» نشرت أن كلاً من الهيئة العامة للسياحة ووزارة التعليم تعدّان برنامجاً متكاملاً يهدف إلى إفادة الطلاب في الإجازة، من خلال أنشطة ورحلات سياحية يتعرفون فيها على وطنهم، وفي مقدم هذه البرامج برنامج «عيش السعودية»، وغيره من البرامج التي تفيد الطلاب، وفي الوقت نفسه تدعم قطاع السياحة والتراث الوطني بصفتها برامج اقتصادية متكاملة. ودرس المسؤولون في قطاعي السياحة والتعليم مناقشة تنظيم الإجازات المدرسية وتقويمها خلال الأعوام ال10 الماضية، من جميع النواحي، الاقتصادية، والتعليمية، وغيرها، على أن تضطلع الوزارة بالدور الأكبر في التقويم. كما أن من أبرز برامج التعاون بين الهيئة ووزارة التعليم مشاركة الأخيرة في برنامج «عيش السعودية»، الذي تنفذه «السياحة»، هي وعدد من الجهات الحكومية الأخرى، والشركات الوطنية. ووقّع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير التعليم أخيراً، اتفاق مشاركة الوزارة في برنامج «عيش السعودية»، تضمّن تنظيمَ رحلاتٍ لطلاب المراحل التعليمية إلى مختلف مناطق المملكة. إلى ذلك، دعت وزارة التعليم أخيراً منسوبيها ومنسوباتها والطلاب والطالبات إلى المشاركة في اقتراح وتقديم الفعاليات والمشاريع الترويحية والتربوية، وتقديمها عبر نافذة إلكترونية سمّتها «صيف الوطن»، وأعلنت أن هذه المبادرة تأتي قبيل موعد الإجازة الصيفية المقبلة، رغبة منها في الاستثمار الأمثل لأوقات الإجازة، التي تبلغ بالنسبة إلى الطلاب نحو أربعة أشهر. وينتظر معلمو وطلاب وطالبات التعليم العام أطول إجازة صيفية تمر بهم منذ 10 أعوام، وذلك بعد نحو 10 أسابيع من استئناف الدراسة أخيراً، ولذا أبرمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة التعليم هذا الاتفاق، حول استثمارها على الوجه المطلوب.