توصّل مجلس الأمن الى صيغة توافقية في شأن التصعيد بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرباط، والذي أدى الى إجراءات مغربية ضد بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو). وأكد المجلس ليل الخميس – الجمعة، «أهمية معالجة الظروف التي أدت الى الوضع الحالي، بطريقة بناءة وشاملة ومن خلال التعاون». وكان أساسياً في موقف مجلس الأمن، أن تؤدي المعالجة البناءة والشاملة الى «استئناف بعثة الأممالمتحدة في الصحراء قدراتها الكاملة لتقوم بولايتها وفق ما نصّت عليه قرارات مجلس الأمن». وأصدر المجلس موقفه في صيغة «رؤوس أقلام للصحافة»، وهي أدنى من مستوى بيان، بعد جلسة مشاورات مغلقة عقدها ليل الخميس، بعد صدور موقف المغرب على لسان وزير خارجيته صلاح الدين مزوار، في مؤتمر صحافي في الرباط. وأعرب المجلس في موقفه عن «القلق الجدي حيال التطورات» الأخيرة في شأن الصحراء، مشيراً الى أنه «عقد اجتماعات عدة» لبحث هذا التصعيد. ولفت الى أن أعضاء المجلس «ناقشوا مسألة مغادرة 73 موظفاً مدنياً من بعثة مينورسو في وقت سابق من الشهر» مكان عملهم في الصحراء، في إشارة الى قرار الحكومة المغربية إبعادهم. كما «أخذ علماً بإحاطة الأمين العام للأمم المتحدة حول تأثير استمرار الوضع الحالي في فاعلية أداء بعثة مينورسو». وذكر المجلس أن «عمليات حفظ السلام وسواها من البعثات التابعة للأمم المتحدة، تنتشر بناء على قرارات مجلس الأمن لتؤدي وظائف مهمة حول العالم لحفظ الأمن والسلم الدوليين». وشدّد على «أهمية معالجة الظروف التي أدت الى الوضع الراهن بطريقة بناءة وشاملة ومن خلال التعاون، بما يمكّن بعثة مينورسو من استعادة قدراتها الكاملة لتقوم بولايتها وفق ما تضمنته قرارات عدة في مجلس الأمن». ولاحظ ديبلوماسيون أن «اللغة التي صدر فيها موقف مجلس الأمن حافظت على صيغة الوساطة، من دون أن توجه طلباً أو نداءً الى أي جهة، خصوصاً المغرب، على رغم الإشارة الواضحة في موقف المجلس الى ضرورة أن تنتهي حال التصعيد الراهنة بإعادة الوضع القائم الى حاله من خلال استعادة مينورسو قدراتها الكاملة لتنفذ الولاية المنوطة بها بموجب قرارات مجلس الأمن». وكان المجلس أرجأ جلسة المشاورات من ظهيرة الخميس الى المساء، بانتظار الموقف الذي كان متوقعاً أن يعلنه وزير الخارجية المغربي مزوار في الرباط. وجاء موقف مجلس الأمن بعد أيام عدة من مطالبة الأمين العام بان كي مون له بالتحرك. وكان المغرب طلب هذا الشهر من الأممالمتحدة، سحب أكثر من 80 موظفاً مدنياً من أفراد بعثة «مينورسو» وإغلاق مكتب اتصال عسكري بعد استخدام بان كي مون كلمة «احتلال» لوصف سيادة المغرب على المنطقة. وقال الوزير صلاح الدين مزوار للصحافيين في الرباط الخميس، إن قرار المغرب سيادي ولا رجعة فيه، مشيراً إلى أن الاتصالات العسكرية مع بعثة الأممالمتحدة لم تتوقف، وأن المغرب ملتزم بالتعاون لضمان استمرار وقف إطلاق النار.