يستعد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني لعقد مؤتمره الثالث يوم الثلثاء المقبل الذي يتوقع أن يشهد تنافساً كبيراً بين الزعامات التقليدية للحزب وزعامات شابة، إضافة إلى حسم مسألة منصب نائب الأمين العام للحزب ليشغله شخص واحد بدلاً من موقعين اثنين هما حالياً برهم صالح وكوسرت رسول. جاء ذلك فيما أعلن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني أنه في صدد زيارة تركيا لتطوير العلاقات التي وصفها بأنها «جيدة». وقال القيادي البارز في «الاتحاد الوطني الكردستاني» ملا بختيار ل«الحياة» إن «التحضيرات السياسية والفكرية بدأت قبل سنة ونصف السنة لهذا المؤتمر، وكان هناك نقاش ساخن حول المنهاج والنظام الداخلي وحالياً البرنامج متبلور في شكل كامل». وأضاف أن «المؤتمر الذي سيتمر أربعة أيام وستشارك فيه خلال جلسة الافتتاح وفود غالبية الأحزاب الكبيرة في أوروبا وأميركا، وبخاصة الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية باعتبارنا عضواً دائماً في الاشتراكية الدولية». وقال إن «اليوم الأخير من المؤتمر سيشهد انتخابات اللجنتين المركزية والقيادية». وأشار الى أن «عدد الاعضاء المرشحين للمجلس المركزي بلغ 206 مرشحين، ثلثهم من النساء، فيما وصل عدد المرشحين للجنة القيادية الى 214 عضواً مرشحاً. وبلغ مجموع المرشحين من الأعضاء والعضوات 425». وأضاف أن «مشاركة الشباب بحسب التقديرات والاحصاءات المتوافرة ستصل الى 70 في المئة من اعضاء المؤتمر، إضافة الى 20 في المئة من النساء». ولفت إلى أن «أبرز القياديين الذين رشحوا أنفسهم للجنة القيادية هم الرئيس جلال طالباني وكوسرت رسول نائب الأمين العام للحزب وبرهم صالح النائب الثاني وأعضاء في المكتب السياسي من بينهم عدنان مفتي رئيس برلمان كردستان السابق وأرسلان بايز نائب رئيس برلمان كردستان الحالي وسعدي أحمد بيرة وملا بختيار وعماد أحمد». وعن وجود خلافات بين أعضاء اللجنة التحضرية على إعداد النظام الداخلي حول سلطات المكتب السياسي ومحاولة بعض الأطراف حصر السلطات في يد المكتب السياسي، قال: «نعم هناك اختلافات في الرأي وليست خلافات. ولكن بالنتيجة تبلورت الآراء المشتركة والصيغة التي نُشر على وفقها النظام الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني كمشروع وليس كقرار نهائي (...) القرار النهائي صلاحيته في يد المؤتمر وليس في يد اللجان». وحول منصب نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، قال ملا بختيار ان «المقترح الذي نشر والمتفق عليه من قبل قيادة الاتحاد الوطني حتى الان هو اعطاء هذه الصلاحية للامين العام للاتحاد لانتخاب نائبين او نائب له وهذه من صلاحية الامين العام للحزب». وعن صحة الأنباء عن احتمالات مقاطعة كوسرت رسول علي وبرهم صالح نائبَي السكرتير العام للاتحاد المؤتمر، أجاب: «في شكل رسمي، لم نسمع مثل هذا الكلام. كان لنا اجتماع قبل يومين وحضر كل من كوسرت رسول وبرهم صالح الاجتماع وطُرحت كل الأمور الصغيرة والكبيرة واتُفق على كل ما من شأنه انجاح المؤتمر». وعن احتمال التنافس على منصب الأمين العام للاتحاد الذي يشغله حالياً جلال طالباني، لم يشر أي أحد الى نيته الترشح لذلك المنصب. وأكد أن «المؤتمر سينجح وفقاً لما خُطط له وسيكون نقلة نوعية في تاريخ الاتحاد الوطني الكردستاني». من جهتها، تعتقد المرشحة في الاتحاد نرمين عثمان (وزيرة البيئة العراقية) بأن «المرأة شاركت في المرات السابقة، ورشحت نفسها أيضاً، ولكنها لم تصل الى القرار سياسي ولم تحتل موقعاً قيادياً بسبب عدم وجود نظام يمكنها من الوصول الى مواقع القيادة». وأضافت أن «النظام المتبع حالياً هو نظام الكوتا النسائية». وأشارت الى أن حضور المرأة لن يقتصر على الترشح، وكشفت «تقديمها ورقة باسم بعض النساء حول دور المراة في العملية السياسية وفي المكاتب الخاصة والمؤسسات الحزبية». ويعتقد بأن الكوتا النسائية في قيادة الاتحاد ستكون 25 في المئة على غرار البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كردستان. وعن عدم ترشح هيرو ابراهيم أحمد زوجة الرئيس طالباني على عكس التوقعات السائدة، قالت عثمان إن طالباني «لم ترشح نفسها حتى الآن (...) لا أعرف السبب وهناك احتمال بأن ترشح نفسها في أي لحظة». وكان حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» تعرض خلال السنتين الاخيرتين الى انتكاسات كبيرة بانسحاب نيوشروان مصطفى نائب الامين العام السابق الذي شكل حركة مستقلة باسم «التغيير» هددت مواقع الاتحاد السابقة ونافسته في معقله في مدينة السليمانية.