إذا كان الفضل في التحول الذي شهده المنتخب المكسيكي يرجع للاعب واحد، فإن هذا اللاعب هو كواوتيموك بلانكو، ذلك المخضرم المبدع الذي أعاده خافيير أغيري إلى المنتخب بعد اعتزاله اللعب الدولي، وأصبح رمزاً للمنتخب المعاد بناؤه، وتألق إلى جانبه شباب مثل جييرمو أوتشوا، وإفراين خواريث، وأندريس جواردادو، وجوفاني دوس سانتوس، الذين سيشكلون إلى جانب قائد الفريق رافائيل ماركيز قوة المكسيك الضاربة في جنوب أفريقيا 2010. ويضم المنتخب المكسيكي 4 لاعبين ممن فازوا بكأس العالم تحت 17 سنة في بيرو 2005 وهم: جوفاني دوس سانتوس، وكارلوس فيلا، وإفراين خواريث، وهيكتور مورينو، ولم تضم قائمة الهدافين العشرين الأوائل في تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي أي لاعب مكسيكي. إلا أن عدد اللاعبين المكسيكيين الذين سجلوا أهدافاً في التصفيات بلغ 18 لاعباً. ووصف الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) هذا الفريق بلقب «الشباب الطموح» بعدما أحرز الفريق بقيادة نجومه الصغار خواريز وفيلا وجيوفاني دوس سانتوس اللقب الأول للمكسيك في بطولات كأس العالم على مستوى كل المراحل السنية. وتعلق المكسيك الجزء الأكبر من آمالها على هؤلاء الشباب، كما تبرز من بين العناصر المتوقعة لتألق هذا الفريق كل من قدرة اللاعبين الفائقة على الابتكار والإبداع داخل الملعب والموهبة والمهارة إلى جانب الإخلاص والحب للمنتخب. ويمثل المخضرم ماركيز (31 عاماً) الذي شارك في كأس العالم عامي 2002 و2006 أكثر اللاعبين ظهوراً أمام المشجعين ووسائل الإعلام من بين جميع اللاعبين الكبار في المنتخب المكسيكي، ويضم الفريق أيضاً عدداً آخر من اللاعبين الكبار مثل جيراردو تورادو وكارلوس سالسيدو وجييرمو فرانكو، كما يبرز بين لاعبي الفريق المخضرم الشهير بلانكو (37 عاماً) الذي أصبح المثل الأعلى لعدد من نجوم اللعبة في المكسيك الذي يسعى إلى تعويض خيبة الأمل التي تعرض لها لعدم استدعائه إلى صفوف الفريق في مونديال 2006 في ألمانيا. واعترف ماركيز بأن بلانكو لم يعد بالمستوى نفسه الذي كان عليه قبل ست سنوات أو أكثر. وما زال المنتخب المكسيكي ومديره الفني أغيري مفتقداً لوجود النجم صاحب المستوى العالمي الذي يستطيع صنع الفارق. وبينما ينتظر الفريق ظهور هذا النجم، يركز أغيري في بناء الفريق وفي هذا الشأن صرح أجيري: «الحقيقة أنني أتمنى أن نعتمد بشكل أكبر على الفريق والأداء الجماعي... لن أعتمد بشكل أكبر على لاعب واحد». وحذّر ماركيز قبل أربع سنوات وبالتحديد على هامش مونديال 2006 من افتقاد المنتخب المكسيكي اللاعبين العالميين. وصرح أغيري: «أتفهم رأي ماركيز حالياً، ولكن الحقيقة أنني أود الآن الاعتماد على المجموعة أكثر من اعتمادي على أفراد». وأضاف أغيري: «إنهم صبية في أعمار 20 و21 و22 عاماً ستتفجر طاقاتهم بالتأكيد إذا شاركوا في كأس العالم، لا أشك أبداً في ذلك. ومن الأفضل أن يكون لدينا ما بين 8 و10 لاعبين منهم على أن يكون لدينا نجم واحد كبير». على ورغم ذلك، لا يمانع أغيري في أن يضم الفريق لاعباً مثل المهاجم الأرجنتيني اللامع ليونيل ميسي أو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المحترفين في الدوري الإسباني، وقال مازحاً: «أود ضم الاثنين ميسي ورونالدو ولكن يتعيّن على المكسيك بيع كل استاداتها لشراء اللاعبين».ويعد رافائيل ماركيز، واحداً من أشهر لاعبي المكسيك على الإطلاق، ولم يقتصر تأثيره على وطنه، لكنه أصبح كذلك قوة يحسب حسابها على الساحة الدولية، إذ يلعب في برشلونة الإسباني في مركز قلب الدفاع. ولد ماركيز في عام 1979، في زامورا بالمكسيك، ونشأ فيها، وقد اتخذ من فرانز بيكنباور الأسطوري بطله ومثله الأعلى. وظل يتابع حلمه حتى يصبح واحداً من أعظم لاعبي كرة القدم أسوة ببطله المثالي. ثم بدأ ماركيز حياته العملية على المستوى المحلي، إذ نجح في محاولة للعب مع أطلس دي غوادالاجارا، فكان أن كوّن لنفسه سمعة بوصفه أحد نجوم المستقبل، ولما يبلغ ال17 من عمره بعد. ومُنح ماركيز في مباريات كأس العالم وشاح الكابتن خلال مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ولعب دوراً أساسياً، فساعد على أن يقود المكسيك للتأهل لموسمين من كأس العالم بفضل دفاعه البارع ومهاراته الفائقة في التعامل برأسه مع الكرة، بفضل شبابه وقدرته الفريدة على التكيف وسط الملعب، فقد أصبح واحداً من أبرز المدافعين في مضمار كرة القدم.