اعترف الرئيس جلال طالباني بأن مجلس الرئاسة الذي يضمه مع نائبيه ارتكب أخطاء خلال الولاية المنتهية، مشيراً الى ان الاتفاق لم يكن حاضراً باستمرار داخل المجلس. وأقر بأن الخطأ الآخر كان سكوت المجلس عن بعض المخالفات الحكومية، لا سيما في التعيينات وتنازله عن بعض صلاحياته الدستورية. لكنه اشار الى انه حرص شخصياً على التدخل واتخذ موقفاً مغايراً لموقف الحكومة إبان إزمة تبادل الاتهامات مع السلطات السورية. (النص كاملاً) جاء ذلك في حديث أدلى به الرئيس العراقي إلى «الحياة» في مقر إقامته في بغداد. وأعرب عن ثقته بقدرة القوى السياسية العراقية على تجاوز الأزمة التي نشأت بعد صدور نتائج الانتخابات النيابية، رافضاً التكهن باسم رئيس الوزراء المقبل. واستبعد العودة الى الديكتاتورية في العراق بسبب تركيبة الشعب العراقي وشيوع الديموقراطية. وشدد على أن «أسوأ ديموقراطية تبقى أحسن من أفضل ديكتاتورية في العالم». وقال انه شرح للمسؤولين الأتراك ان شيعة العراق ليسوا أتباعاً لإيران، وقال: «الأخوة في إيران كانوا يؤيدون بعد انتخابات نهاية عام 2005 تجديد ولاية الدكتور ابراهيم الجعفري، لكنه لم يصبح رئيساً للوزراء. وكانت إيران ايضاً ضد الاتفاق الأمني العراقي – الأميركي ومع ذلك تم التوقيع عليه. ونقل عن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قوله له قبل أعوام في بغداد: «قل لصديقك السفير الأميركي زلماي خليل زاد (كان سفيراً في بغداد) ماذا يريد الأميركيون منا؟ أيدنا تحرير العراق من صدام حسين وأيدنا مجلس الحكم وانتخاب رئيس الجمهورية وأيدنا هذا الوضع الجديد الذي أقامه الأميركيون في العراق. لا يوجد شيء عمله الأميركيون ولم نؤيده، فقل لصديقك ماذا يريدون منا أكثر؟ وأكد طالباني ان تلميح كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة الى لقاء محتمل بين متقي وخليل زاد دفع الإيرانيين الى التراجع عن اللقاء الذي كان يفترض ان يتم في إطار من السرية. وأشار الرئيس العراقي الى وجود علاقات واسعة مع تركيا حالياً، ملاحظاً ان العراق وقّع اتفاقاً استراتيجياً مع تركيا ومصر، ولم يوقع أي اتفاق من هذا النوع مع ايران «ومع هذا فإن كل الاتهامات تتحدث عن النفوذ الإيراني في العراق». وثمّن ما قدمته سورية للمعارضة العراقية إبان حكم صدام حسين، لكنه لاحظ ان دمشق لم تتخذ بعد إسقاط النظام مواقف مشابهة لمواقف طهران وامتنعت عن استقبال اعضاء مجلس الحكم. وقال: «الأخوة في سورية يعتقدون بأن الوجود الأميركي خطر عليهم، وأن العراق محتل، فيما القوات الأميركية موجودة في اليابان وكوريا الجنوبية وقطر، وعدد من البلدان العربية، والأخوة في سورية يتعاملون معها كدول مستقلة. في المقابل الأخوة الإيرانيون تفهموا الواقع العراقي». واستبعد ان يكون لحزب «البعث» دور كبير في التفجيرات التي يشهدها العراق، باستثناء دور عن طريق تحالف عزة الدوري (نائب صدام) وجماعته مع فصائل في المقاومة، اما الاسم الثاني في «البعث» محمد يونس الأحمد «فهو لا يشترك في الأعمال الإرهابية». وذكر ان السلطات السورية نفت ان يكون الدوري يتسلل الى العراق من سورية.