تكبد المستثمرون في سندات شركات النفط والغاز خسائر لا تقل عن 150 بليون دولار إذ أثار انهيار أسعار الخام منذ صيف 2014 مخاوف من توقف شركات كثيرة عن سداد مستحقات. وتذبذبت أسعار النفط أمس مع تنامي قلق المستثمرين إثر انفجارات بروكسيل (راجع ص 11). ووفق تحليل لصحيفة «فاينانشيال تايمز» اللندنية نشرت نتائجه أمس، خسرت أكبر 300 شركة عالمية للنفط والغاز 2.3 تريليون دولار من قيمها في أسواق المال خلال الفترة نفسها، أي بنسبة 39 في المئة من قيمها في الأسواق قبل بدء انهيار أسعار النفط. وتبين الخسائر ضخامة الضغوط التي يتعرض لها منتجو النفط بسبب انهيار أسعار الخام، على رغم التعافي الجزئي للأسعار منذ كانون الثاني (يناير)، فأسعار النفط لا تزال تساوي 65 في المئة منها قبل بدء انهيارها آخر حزيران (يونيو) 2014. ووفق التحليل، تعزز المصارف مخصصاتها لأي خسائر محتملة قد تتكبدها قروضها التي قدمتها إلى شركات الطاقة. وتبلغ نسبة هذه القروض 40 في المئة من سيولة بعض المصارف، فيما يتشدد المقرضون في تعاملاتهم مع شركات الطاقة وتمتنع أسواق المال عن إقراض الشركات ذات التصنيف المتدني. وأمس زاد النفط في وقت سابق من الجلسة بعد انخفاض مستويات المخزونات الأميركية، ما ساهم في تهدئة القلق في شأن تخمة المعروض التي من شأنها أن تكبح تعافي سعر الخام في المستقبل. وكسب خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» تسليم أيار (مايو) خمس سنتات ليسجل 41.59 دولار للبرميل، وكان سجل في وقت سابق أعلى مستوى خلال الجلسة عند 41.75 دولار للبرميل. وارتفع خام «برنت» أكثر من 50 في المئة من أقل مستوى في 12 سنة الذي سجله في كانون الثاني. ونزل الخام الأميركي تسليم أيار ستة سنتات إلى 41.46 دولار للبرميل. وقال المحلل في «بتروماتريكس» أولفييه جاكوب إن «انخفاض المخزونات في (نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينغ) كان عاملاً مساعداً... لكن واضح الآن أن ثمة أنباء من بروكسيل وقد يقود ذلك إلى قدر من العزوف عن المخاطرة. لكن التحركات الآن ليست كبيرة للغاية». ويجتمع منتجون من «أوبك» ومن خارجها في قطر في 17 نيسان (أبريل) لمناقشة تجميد الإنتاج.