انتقد المستشار القضائي صالح بن سعد اللحيدان بشدة الكتابات الطائشة على الجدران في الطرقات والأحياء والدور العامة والخاصة، والتي قربت من أن تضحى ظاهرة تنم عن قصور في الفكر البشري، خصوصاً لدى فئة الشبان. وأكد اللحيدان ل «الحياة» أن الكتابات على الجدران لا تجوز شرعاً، لما يترتب عليها من إيذاء للآخرين وخسائر مادية سواء في الممتلك العام أو الخاص، مشيراً إلى أن الشبان يفضفضون عن نفسياتهم بتلك التصرفات مناشدين بإيجاد البديل، حال كونهم من العاطلين عن العمل. وتأطيراً لمعالجة ما في طريقه إلى أن يصبح ظاهرة تصعب معالجتها في حال استفحل أمرها، عكست حملة (كلك ذوق) التي انطلقت في محافظة الطائف أخيراً عقارب الساعة محققة نجاحات متتابعة في الاهتمام بالنظافة الشخصية إلى الاهتمام بالنظافة النفسية، من خلال تحفيز الناشئة على حسن التعامل مع الآخرين، والحرص على المصداقية والشفافية معهم، والبعد عن الخداع المؤلم وتربية النفس البشرية ذاتياً على الفضائل من دون تدخل خارجي. ووسط حضور كثيف من أهالي محافظة الطائف تدافع صغارهم تملؤهم حيوية الطفولة إلى خوض غمار منافسة «المراسم الحرة» التي أقامتها جمعية مراكز الأحياء ضمن فعاليات الحملة «كلك ذوق» فشرعت أنامل البراءة في رسم وتلوين صور مختلفة تعبر عن النظافة وانعكاساتها الإيجابية على الفرد والمجتمع. وهؤلاء الصغار هم رجال ونساء الغد القريب يلزمنا أن نرسخ في أذهانهم تلك الجوانب المهمة لنحلم بمستقبل واعد في المحافظة السياحية، بعيداً عن المنغصات التي أخذت تتلاشى بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، نظير جهود تبذل نجحت في معالجتها ونخشى من العودة إلى تلك التصرفات اللامسؤولة في صفوف الجيل المقبل. وكان طلاب مدارس عدة قد شاركوا متطوعين ضمن الحملة في طلاء الكتابات التي تحفل بها دفاتر المجانين (كما يحلو لبعض العامة تسميتها) في الشوارع والطرقات التي لا تخلو أحياناً من «إبداع مجنون» يوحي عن لمسة جمالية صنعتها أنامل لتتسمر أمامها متأملاً، وتنشد «تلك الأنامل المبدعة» من يوجهها التوجيه الصحيح والاستفادة من مداد قلمها، لكي لا يذهب أدراج الرياح وتموت الموهبة التي مازالت تصارع الموت بتفريغ طاقاتها على أسوار المباني والجبال والحواجز الخرسانية في مرحلة مهدها الأولى، وتذبل زهرتها قبل إيجاد سقيا تدر الماء في شعيراتها، فيما تقف في الجانب المقابل كتابات «خاوية» تنم عن تشويه للمناظر الجمالية يجب التوعية تجاهها ومحاسبة العابثين بالممتلكات العامة والخاصة. من ناحيته، أكد مدير مدرسة الملك خالد الثانوية فهد الشنبري أهمية إشراك المؤسسات التربوية كافة في تفعيل مثل هذه البرامج، والتي من خلالها نستطيع زرع القيم الإيجابية في نفوس الناشئة. لافتاً إلى أن الحملات الاجتماعية ستسهم في رفع الحس الوطني الذي ينشده الجميع.